|
|
|
08-11-2007, 09:55 AM
|
|
كازنتزاكس
زوربا
الفصل الأول
التقيته بها في مرفأ " بيريه " عندما كنت متوجها لأخذ القارب إلى " كريت " ،
كانت أول مرة كان الصباح على وشك أن ينبلج ، و السماء تمطر ،
و كان رذاذ الموج يصل إلى زجاج المقهى الصغير الذي كانت أبوابه الزجاجية مغلقة ،
و كان الطقس باردا في الخارج ، و قد عبق الجو داخل المقهى بأنفاس رواده .
و كان هناك خمسة أو ستة يجلسون في المقهى منذ الليل الفائت ، و قد التفوا
لباسهم القاتم المصنوع من وبر الماعز يشربون القهوة و يدخنون و ينظرون إلى زجاج المقهى
العابق و إلى البحر الهائج الهادر في الخارج ، و كانت الأسماك في البحر قد التجأت
إلى الأعماق بانتظار هدوء العاصفة عند سطح الماء ، كما كان البحارة
و الصيادون ينتظرون بدورهم أيضا هدوء العاصفة ، حتى تصعد
الأسماك إلى سطح الماء لتأكل الطعم .
و فتح باب المقهى الزجاجي و ولد منه عامل
قصير القامة
أسمر اللون
عاري الرأس
حافي القدمين
و قد صبغ بالأوساخ من قمة رأسه
إلى أخمص قدميه
.
.
.
.
يتبع
...!
التوقيع |
ومازلت بـ انتظار العائدين مني . .
...!
|
اخر
مواضيعي |
|
|
08-11-2007, 09:58 AM
|
رقم المشاركة : [2]
|
شاع ـــر
|
- هاي ! كوستاندي ! كيف هي الأمور معك ؟
هتف بحار عجوز يرتدي سترة زرقاء ، و أجابه المدعو كوستاندي بعد أن بصق على الأرض :
- ماذا تعتقد ؟ في الصباح إلى البار و في المساء إلى البيت ، صباح الخير
أيها البار و مساء الخير أيها المنزل ! هذه هي حياتي التي أعيشها الآن ،
فليس لدي من عمل أعمله .
و ضحك بعض الحضور بينما شتم البعض الآخر ، و هم يهزون برؤوسهم :
- هذا العالم هو سجنٌ مؤبد ، نعم إنه سجنٌ مؤبد ، عليه اللعنة .
و دلف عبر زجاج المقهى الوسخ شعاعٌ أزرق ، و تعلق بالأيدي و الأنوف و جباه الحاضرين ،
ثم تسلل إلى البار و أضاء الزجاجات الفارغة ، و خفت الضوء الكهربائي ،
و تمطأ صاحب المقهى الذي كان نصف نائم ، و مسد يديه بحركة متكاسلة
كأنه يستقبل ضوء النهار الجديد ، و بعد فترة من الصمت قال البحار العجوز متنهداً :
- ترى ماذا جرى للكابتن ليموني ؟ كان الله في عونه !
و نظر بغضب إلى البحر ثم صاح :
- لعنك الله من بحر أثيم مخرب للبيوت !
ثم عض على شاربه الرمادي .
...!
|
التوقيع |
ومازلت بـ انتظار العائدين مني . .
...!
|
|
|
|
08-12-2007, 03:33 AM
|
رقم المشاركة : [3]
|
[..ابتسامة تمارس البكاء..]( مؤسسة الجنة )
|
..
..
|
التوقيع |
ترفّع بقلمك ففي العالم الكثيييير مما لم يُقرأ بعد !
,
www.mayada.cc
|
|
|
|
08-12-2007, 04:33 PM
|
رقم المشاركة : [4]
|
شاع ـــر
|
كنت جالسا في زاوية المقهى من شدة البرد ، و طلبت كأسا ثانيا من الشراب ، و شعرت بالنعاس لكني قاومت الرغبة في النوم و التعب ، و جلست أنظر من خلال الزجاج إلى المرفأ الذي بدأ يضج بالحركة و بصفارات البواخر ، و بصياح سائقي العربات .
كانت عيناي عالقتين في مقدمة باخرة سوداء كبيرة ، كانت لا تزال مغمورة بظلام الليل القاتم ، و كانت السماء تمطر ، و باستطاعتي مشاهدة خيوط الماء المنهمر تربط السماء بالوحل .
...!
|
|
|
|
08-12-2007, 04:36 PM
|
رقم المشاركة : [5]
|
شاع ـــر
|
نظرت إلى الباخرة السوداء ، و تجسدت كآبة الذكريات الماضية ، و دفعت الأمطار بصورة وجه صديقي الكبير ، هل كانت السنة الماضية ؟ في عالم آخر ؟ البارحة ؟ متى كانت حين نزلت إلى هذا المرفأ بالذات لأقول له وداعاً ؟ لقد كانت السماء ممطرة ذلك الصباح ، أيضا ، و في تلك المرة كان قلبي مثقلا تماما شأنه اليوم .
كم هي مؤلمة ساعة الفراق البطيئة ، خاصة فراق الأصدقاء العظام ! ، فالأفضل الانقطاع دفعة واحدة ، و العودة إلى الوحدة – الجو الطبيعي للرجل ، و لكن ، في ذلك الصباح الممطر لم يكن باستطاعتي ترك صديقي ( و قد علمت لماذا ، فيما بعد ، و لكن للأسف كان ذلك بعد فوات الأوان ) ، لقد صعدت معه إلى ظهر المركب و دخلتُ إلى مقصورته الملأى بالحقائب المبعثرة ، كأنني كنت راغبا في أن أدون ملامحه في مخيلتي ، عينيه المضيئتين بالأزرق ، وجهه الفني ، و ملامحه الذكية ، و فوق كل ذلك يديه الارتسقراطيتين و أصابعهما الطويلة النحيلة .
...!
|
|
|
|
08-20-2007, 03:10 AM
|
رقم المشاركة : [6]
|
.. الحـمدلله ..
|
اقتباس:
* الذي ينزل روايـه أو كتاب ..
لا أريده أن يسرده سرداً ويضعـه كـ موضوع انترنتي لا أكثر ..
لا ..
اما .. أنه ينزله على شكل " فايل " ويدرجه في الكتب الالكترونيـه ,
أو .. يسرد الروايه أو الكتاب لكن يعقّب على جزيئاتــه ..
ويضعه في قالب " نقدي مبسط "
|
أتمنى أن تهطـل بـ شيء آخر ..
وان تجلب " زوربا " في ( الكتب الالكترونيــه )
شكراً
|
التوقيع |
_ ياربّ لاتكلنـي إلى نفسـي فـ أعجز ..
وَ لا إالـى الناس فـ أضيع !! }
|
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:59 AM.
..[ جميع الآراء والأفكار المطروحة تعبّر عن كاتبها , ونحن كـ إدارة نخلي مسؤوليتنا ]..
Powered by vBulletin® Version 3.6.7
|
|
| |
|