،،
إلى رجُلٍ يركُض في الحُلم بوجهٍ أبيض وخيوطُ الشمسِ تلفُّ يديه دفئاً من بردِ غياب،
حين لا تكفُّ كل المجراتِ عن الدورانِ فوقَ رأسي لتضغطَ بثُقلها على قلقِي ، فيسيلُ السؤالُ على شفتيّ حُزناً ..كيفَ أنت والقدمُ تتباطأُ في لقائُك..؟ ويدي مشدودتان إلى السماءِ مع انحرافِ الحُزن ، وما كان يأساً غير أنّ الوجدَ يمضي جاهداً في ربطِ أوردتي على جِهاتكَ الأربع ، وما بينَ قدميّ ويدي مساحةٌ شاسعة يأكُلها حُضورك اللامرئي
يا سيدَ الرجالِ في صدري ما كانَ للزمانِ أن يستأنفَ تبديده لملامحي التي باتت تنكمشُ كثيراً كورقةٍ لم تجدْ للماءِ سبيلاً.. وأنا التي زرعتُه سُنبلة سُنبله لأبلُغ النصابْ .. وفي كُل عامٍ أحصدُ أملاً يمدُّ أنفاسي إلى حولٍ آخر يغرسُك في وجودي أبداً لا ينتَهي إلا حينَ يقْضي المولى أنْ يقسمُنا لنصفينِ نُدركُ مسافتُه البعيدة بالدعاء
وما بينَ هذا الأملُ والوجد الذي تصاحبَ مع غيابِك أصبحتُ أُفتش في أوردتي عن رائحةِ يدُك التي لامستْ أدق تفاصيلَ أُنوثتي ، فعاثت بها فساداً لا يحلُّ لغيرك ، فساداً يُربكُ النبضَ فيركض نحو عقلي طارداً شاراتِ الهدوء والعقلْ ، منبئاً عن صخبٍ يستغيثُ من سماء صدرِك ضمةً تزفرُ بها جميع آهاتي التي تاقتْ للسفرِ باتجاهِ شفتيكْ ، وما تلبثُ أن تعودَ لتجمعني لك وكافةُ شقاوتي من كل أنحائي طفلةً أرهقها العبثُ لتغفو على ساعِدك ، فدعني بربكَ هُنا وحدي أغفو تحتَ أنفاسك ..
نبضي الأخير لك:
سأظلُّ أُحبكَ ، هذا عهدي ما دُمتُ فوقَ الترابِ أتنفس ، ولكنْ لا تُمهل خُطاك فلستُ أعلمْ كم تبقىّ من زمنِ عهدي ليومٍ أمضي تحتَ التراب ، فقبل هنالك ..كُنتُ لكَ (أنا وعهدي) .