اخر عشرة مواضيع :        


العودة   منتديات جنّة الروح الأدبية > .,؛,. أدب الأرواح .,؛,. > جنّة الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-2005, 05:43 PM   رقم المشاركة : [21]
سلطان المنصوري
كأنه هنا
الصورة الرمزية سلطان المنصوري
 

سلطان المنصوري is an unknown quantity at this point
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معراج كلمة
أيها الغارق في حنايا حرفك
خذنا معك في الظلمات
ظلمة تحت ظلمة
ننقب عن أرواحنا
ففي الظلمة يولد النور
ماأبهرني عندما تكتسي القصيدة شيئا من وشاح القرأن
رائع هرمك اللذي يتمايل معبدالنهد
كل كلماتك عائلة واحدة تحية للحرف إذا صمت فنطق
إذن
سأكمل لأجل أن يكتمل النطق


التوقيع



يقولون إن أردت أن يجمع الله بينك و بين من تحب .. عليكَ أن تأخذ من أثره مقدار سبع خطى .. و تضعها في قرآن بجانب صدرك ,.. أخبروني فقط .. أيّ شعوذة يمكن أن تعيد " كلّ الأصدقاء " ؟!

إسمهان الشبيب


سلطان المنصوري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2005, 05:51 PM   رقم المشاركة : [22]
سلطان المنصوري
كأنه هنا
الصورة الرمزية سلطان المنصوري
 

سلطان المنصوري is an unknown quantity at this point
الغُفرَان



سدِّدْ سِياطَكَ وابتعدْ
هيّا ابتعدْ بي وليكنْ هذا الصهيلُ هو الأشدُّ,
اتركْ لها قلبي المعلَّقَ مثلَ رأسِ الوعلِ فوقَ جدارِ
شهوتِها،
ابتعدْ،
أخشى أراها الآن عابرةً بمعطفِها – أمامَ هزائمي –
وحذائِها العالي وقفّازَيْ يديْها الصوفِ.
لم أتركْ لها مفتاحَ بيتي تحتَ مدْعَسَةِ الصباحِ كما تعوَّدْنا,
ولم أقضِ انتظاري نائماً كي أستفيقَ على خطاها في المَمرِّ،
بل انحنيتُ بكلِّ ما أوتيتُ من ضعفٍ أمام خيانةٍ تختالُ مثل أميرةٍ تختالُ، ثم خرجتُ محفوفاً بسخريةِ الحرَسْ.
لم أعتقدْ - وأنا المحاصَرُ بالعُذوبةِ – أنَّ ضربتَها ستحصدُ كلَّ كلَّ سنابلي, وعلى رَحَى الأنثى ستطحنُ وردتي, في بُرهةِ الحُبِّ التي تكفي لأقطفَ قُبلةً من غصنِ قسوتِها، وأذرفَ آخرَ الكلماتِ عند البابِ..

سَدِّدْ أيُّها الحوذيُّ سوطَكَ، وليكنْ هذا الصهيلُ هو الأشدُّ هو الأشدُّ. ولا تفكِّرْ بالحقائبِ أنْ تركناها هنالكَ بلْ بما نحتاجُ من هذي الرياحِ،
ودَعْ هناكَ المنزلَ المهجورَ – قلبي – حوله تعوي ذئابُ العاشقاتِ وفيه تصْطَفِقُ الشبابيكُ – القصائدُ –.
سدِّدِ السوطَ القويَّ تُزمجرِ العضلاتُ في فَخذِ الفرَسْ وتعُضَّ أعناقَ المسافةِ.


لم أكنْ يا حبرُ إلا عابراً كالعابرينَ على محطّةِ صدرِها،
إذنِ انتَشِلْني منْ عِناقٍ ليس يومِضُ فيه إلا نصلُها في خَصرِ ذاكرتي. ولا تندمْ على قمصانِها الشفّافَةِ البيضاءِ واتركْها معلّقَةً بأعلى مِشجَبِ النِّسيانِ..
ما بكَ أيُّها الحوذيُّ؟ هل تبكي؟ وهل تمضي بنا أم أنتَ بي تمضي؟
حَذارِ منَ التَّلَفُّتِ للوراءِ. حَذارِ من شَرَكِ الحنينِ، ومن مناديلِ الصَّبايا
لا ملحَ في دمعاتِهِنَّ، ولا حنينَ بِهِنَّ إلا للمزيدِ وللمزيدِ من الضَّحايا..

قلتُ: امضِ بي بَرَّاً وبَرَّاً.
لا تصدّقْني إذا ما قلتُ: "كان البحرُ محبرَتي، فأرجِعْني إلى حوريّةٍ خلفي تلوِّحُ"
.. يا صديقي إنَّ في شفتَيَّ من قُبُلاتِها مِلحاً، وفي صدري طحالبَ يا صديقي،
فابتعدْ.

وَلَدُ الخيانةِ والخطيئةِ والأَثيمُ أنا أنا
لم أعرفِ امرأةً عشقْتُ ولم أخُنْها
لم أُغَنِّ قصيدةً من أجل واحدةٍ فقطْ
ما عانقتْني مرَّةً بعد الغيابِ ولمْ تشُمَّ على قميصِ رؤايَ رائحةَ الغريمةِ،
ما دخلتُ السوقَ بامرأةٍ تطوِّقُها يدِي اليمنى ولم أخرجْ بأخرى في شِمالي.
.. هكذا يا صاحبي، أنا هكذا أصبحتُ منذ رأيتُها في تختِهِ موجاً من الشهواتِ والصخبِ الحرامْ.
صَبَّتْ على النهدينِ ماءَ الياسمينِ، ودلَّكتْ فخذاً بزيتِ الأقحوانِ وآخرَ اعتصَرَتْ عليهِ البَيْلسـانَ.

هيَ الجميلةُ أختُ هذا البحرِ
والأنثى التي جُنَّتْ بها الأمواجُ.
لمّا أَنجَبَتْها أمُّها ذبحوا بساحةِ بيتِها سبعينَ كبْشاً
واستمرَّ الرقصُ عيداً كاملاً.
كبِرتْ على عنبِ الكرومِ، ولوَّحتْها الشمسُ حتى جسمُها أضحى منَاجمَ للذّهَبْ.
سُلطانةً تمشي, وقد حملَتْ طِباعَ المُلْكِ إرثاً عن سلالتِها.
إذا التفتَتْ تفتَّحتِ الزَّنابقُ حولَ لفْتَتِها
وإن همسَتْ تطيرُ حمائمُ الدّنيا
ووقتَ تشيرُ تكتمِلُ الأَهِلَّةُ في أصابعِها
وحيث تسيرُ تنتشِرُ البراعمُ حول خطوتِها
ولولا أنّها ابتسمتْ لما عُرفَتْ على الأرض الأغاني.
وجهُها : عُدْنَا لأندلسٍ،
وما قصدوا بليلى في المدائحِ غيرَ شامةِ خَدِّهَا.

عشّاقُها رفعوا أغانيَهم بيارقَ في سواحلها,
فلمّا قرَّبَتْهُم من قرنفلها المكدَّسِ تحت سُرَّتِها, سُكارى نكَّسوا دمَهم وبيرقَهَمْ سُكارى
واستردّوا كلَّ ما فقدوا من الدّنيا سُكارى
استَخرَجوا الأصدافَ والمرجانَ من دمِها سُكارى
هكذا وصلوا
سُكارى
واستغاثوا بعد ما وصلوا
رأيناهم
سكارى
هكذا ماتوا
وقد ماتوا وما كانوا
سكارى..



كُنْ قويَّاً أيُّها الحوذيُّ
هل تبكي؟
لماذا أنتَ تبكي؟
قفْ قليلاً واسترِحْ
لم تقصدِ الكلماتُ تشرخَ جرَّةَ الذكرى فيَقطُرَ من معانيها الحنينُ, ولم أشَـأْ أن أستجِرَّ الثورَ نحو خناجري بمُلاءتي الحمراءَ مزهُوّاً أمامَ الهاتفينَ بما أَرَقْتُ من البلاغةِ فوق ساحاتِ الألمْ.
لكنَّ قصدي كان أنْ نَسْلو الطريقَ، وأن أقصِّرَ عمرَ حزني.
كان قصدي أستشيرَ بياضَ حكمتِكَ الرَّزينَ لكي يصيرَ سوادُكَ المُنثالُ من قلمِ الحكايةِ شاهداً بين السطورِ على خيانةِ من حَبَبْتُ.
.. أراكَ قد تعبَتْ ذراعُكَ أيُّها المغلوبُ واهترأتْ سياطُكَ.
كلَّما ازدَدْنَا ابتعاداً كلّما جَنَحَتْ بنا فرسُ الحنينِ إلى الحنينِ.
أردتَ أن تنسى بهذا موجةً خانَتْ رِمالَكَ, ما نسيتَ سوى خيانتِها.
أتبكي؟
ثم تغفِـرُ؟
ثم تنسـى؟
قِـفْ إذنْ.
قِـفْ،
قِـفْ لنرجعَ من ضياعِ نشـيدِنَا،
يا أَيُّـها الحوذيُّ.. قِـفْ.


التوقيع



يقولون إن أردت أن يجمع الله بينك و بين من تحب .. عليكَ أن تأخذ من أثره مقدار سبع خطى .. و تضعها في قرآن بجانب صدرك ,.. أخبروني فقط .. أيّ شعوذة يمكن أن تعيد " كلّ الأصدقاء " ؟!

إسمهان الشبيب


سلطان المنصوري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2005, 05:55 PM   رقم المشاركة : [23]
سلطان المنصوري
كأنه هنا
الصورة الرمزية سلطان المنصوري
 

سلطان المنصوري is an unknown quantity at this point
عِديني.. ثُمّ لا تأتي






........ها أنتِ ثانيةً على بابي
على بابي الذي لم ينغلِقْ تقفينَ
غيَّرَكِ الحنينُ ولم تغيِّرْني السنينُ
وعُدتِ عدتِ..
وجدتِ عمري واقفاً كالطفلِ حيثُ تركْتِه ِ
وسمعتِ أرصفتي التي تُفشي ضياعي.

دائماً تأتينَ فجراً
هكذا
سمراءَ في وضَحِ الحنين ِ
ووردةً عذراءَ والفتياتُ شوكٌ،
دائماً تمضينَ أيضاً
هكذا
خصلاتُ شعرِكِ عتمةٌ تشتدُّ حولَ ظهيرتي
وخطاكِ تخفُتُ فوق قارعةِ المدى..


ها أنتِ ثانيةً على بابي إذنْ
بابي الذي لم ينغلقْ أبداً لأجلِكِ.
كلما جئتِ انتبهتُ إلى خياناتي وجافَتْني المرايا،
عارفٌ أنّي سأكذبُ، عارفٌ أنّي سأحلفُ:
والقرنفلِ لم تزُرني بعدكِ امرأةٌ, ولم تعصرْ يدِي كرزاً بحلْمتِها, ولا شفتِي كسَتْها زُرقةَ القُبلِ القويَّةِ.


كيف أنسى أنّكِ الأنثى التي رَبَّتْ ملائكتي
وأنكِ وحدكِ الأدرى بأخطائي
ووحدك من يرى الملحَ الذي يعلو فمي
ويشمّ رائحةَ الغريمةِ في سريري..


بيدَ أنكِ تدخلينَ عليَّ عارفةً بأنَّ حرائقي كانتْ سدى، ورفيفَ صاريتي على قممِ الصبايا لم يكنْ إلا لأنَّ الريحَ تأتي من جهاتِكِ.
كنتِ عارفةً بأنّي إذ أقبّلُ شَعرَها، فأنا أقبِّلُ ما بهِ من غيمِ شعركِ,
أو أطوّقُ خصرَها، فلأنَّ برقاًً فيه ذكّرَني
بخصركِ.


كنتُ منتظراً
وكانتْ عتْبةُ الأيامِ تزدادُ ارتفاعاً
هكذا سهواً إذنْ
عبرَتْ غريمتُكِ الضليلةُ بهوَ محبرتي
فما قرأَتْ على جدرانِ روحي غيرَ إسمكِ.
كلما انتبهَتْ إلى دمعي رأتْكِ على ضفافِ العينِ راسيةً،
وحينَ تصبّ لي كأساً تراكِ فراشةً بيضاءَ حولَ
حوافِ كأسِ القلبِ حائمةً.
عِديني مرّةً إن غبتِ أنْ أنساكِ
برهةَ قُبلةٍ وحبيبةٍ أخرى
عديني مرّةً أن أشتهي امرأةً وليس بجسمِها مثقالَ أنثى من إناثِكِ.
كان من حقّي على شفتيكِ أن أرقى سياجَ الوردِ حولهما،
ومن حقّي على نهديكِ أن أَنهَدَّ بينهما,
ومن حقي على قدميكِ أمزجَ قُبلتي بالدمعِ فوقهُما..
فتذرَّعي بالموتِ كي أحيا
وقولي إنّ وجهَكِ ليس فردوسَ المدائح
واستطيعي مرّةً ألا تعودي أستطعْ ألا أعودْ.
فقَطِ اسمَعيني . . لا تُطيعيني
عِدِيني ثُمّ لا تأتي
وصيري شمعداناتٍ . . أكنْ شمعاً
وذاكرةً . . أكن ذكرى مضَتْ
وحديقةً صيري . . أكنْ فيها الفراشةَ.
إنَّ جرحي شاسعٌ ويداكِ ضائعتان
وجهي ضائعٌ ويداكِ خائفتان
خوفي خائفٌ ويداكِ تختٌ, والقصيدةُ كلّما أيقظتُها نامتْ وحينَ أنامُ توقظني, فتختلطُ المدائحُ بالمذابحِ والقنابلُ بالسنابلِ..


نادمٌ
أحتاجُ أكثرَ من يديّ ومن جناحيّ الملاكِ لكي أضمَّكِ،
نادمٌ
وبلاغتي تمتدُّ كالصحراءِ حولكِ، رقّتي عطشى، وقافيتي سرابٌ، والحروفُ قوافلٌ ضيّعتُها في أسطرِ الحمّى وضعتُ،
ونادمٌ أنّي خُدِعْتُ
ونادمٌ عمّا أرَقتُ من العذابِ على مناديلِ الصّبا..
فلأكذبَنَّ على المدى ولأنكُثَنَّ إذن بوعدي.
ربما أخطأتُ حقاً
غيرَ أنّ البحرَ أزرقُ ما يزالُ وما تزالُ نوارسي بيضاءَ،
شدّيني بأغلالِ الأنوثةِ
إنّ شامةَ ظهرِكِ الآن انتصارٌ للنساءِ على القصيدةِ، والقصيدةُ نصفها كذِبٌ، وربعٌ للسماواتِ التي تبكي، وربعٌ للنّهايةِ..
فادخلي..
ولْتغلقي البابَ الذي لم ينغلقْ
ولْتبدأي
فأنا انتهيتْ..
* * *


التوقيع



يقولون إن أردت أن يجمع الله بينك و بين من تحب .. عليكَ أن تأخذ من أثره مقدار سبع خطى .. و تضعها في قرآن بجانب صدرك ,.. أخبروني فقط .. أيّ شعوذة يمكن أن تعيد " كلّ الأصدقاء " ؟!

إسمهان الشبيب


سلطان المنصوري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2005, 05:56 PM   رقم المشاركة : [24]
سلطان المنصوري
كأنه هنا
الصورة الرمزية سلطان المنصوري
 

سلطان المنصوري is an unknown quantity at this point
أنا كاذبٌ مهما أقُلْ






........أنا كاذبٌ مهما أقُلْ
ألصمتُ في الغرفاتِ يشهدُ وحدتي
والليلُ يشهدُ أنّ كلَّ وسائدي إبَرٌ
وأنّ أَسِرّتي حجرٌ، وأغطيتي المطرْ.
سأحاولُ الآن التّنصُّلَ من دموعي والتّغاضي عن نزيزِ الجرحِ، أرسمَ مشهداً للروحِ مبتعداً عن المعنى وعن تفسيرِ أحزاني القديمةِ,
لم يعدْ في وُسْعِ قلبي سردَ سيرتهِ على المطرِ الخفيفِ،

سأُرجِعُ الآن الزهورَ إلى الحدائقِ، والكلامَ إلى الهواتفِ، والرسائلَ للحمامْ
ندماً على ما فاتَ من وردٍ
وخشيةَ أن أخونَ الأبجديةَ
مرّتينْ..

ماذا سأكتبُ عنكِ بعدُ؟
وكيف أُقنِعُ هذه الدنيا بأنّي ما حَبَبْتُكِ فيكِ لكنّي حَبَبْتُكِ في القصيدةِ؟
يعلمُ الشعراءُ أنّي لا أراكِ سوى لِماماً خلفَ أبوابِ الأغاني، أو مصادفةً على طُرقِ السنينِ
وليس ما بيني وبينكِ غيرُ جسرِ الأبجديةِ.
بيدَ أنّي
كلما لَمَّحتُ لاسمكِ بين فاصلتينِ
يصبحُ للبلاغةِ ملمسُ الأنثى
وللكلماتِ دفءُ لهاثها بين الوسائدِ..


كاذبٌ مهما أقُلْ
أنا ما مَسَسْتُكِ قطُّ إلا في زُجاجِ محابري
ما مرّ ثغري قطُّ إلا فوقَ ناياتِ الأنينِ
وما شممتكِ قطّ
لكن مذ حملتُ قصائدي
ظنّوا بأنّي بائعٌ للوردِ..
لم أعتدْ عليكِ
ولم ننمْ متعانقَينِ على رصيفِ البحر يوماً
لم نكن إلا خُرافةَ ريشةٍ غمَّستُها بالخمرِ لما ضاقَ بي
حبري، فأسكرتُ الخليقةَ بالنشيدِ.
لقد تعبتُ من الحنينِ ومن صدى الغرباءِ فيّ,
أنا العليمُ بما تخبّئهُ إناثُ العنكبوتِ
أنا الأميرُ أسيرُ أغنيتي
أنا البازي المُطِلُّ على البُزاةِ
وليس لي قلبٌ لأعشقَ
غير أنّي كلما ابتسمتْ لصبحيَ وردةٌ
دقّت على شفتيّ أجراسُ المديحِ,
وليس لي عينانِ كي أبكي
ولكن كلما لامستُ سهواً صفحةً بيضاءَ
سالتْ من أصابعيَ الجداولُ..


بالحروفِ أنا اختلقتُ غوايتي
دوّرتُ حرفَ النونِ ـ جَلَّ بهاؤُهُ ـ حتى استدارَ
النونُ نهدا
ثم قلتُ لنقطةِ النونِ استريحي حلْمةً في حِضنهِ..
يا عينُ كوني العينَ إنَّ رموشَكِ الراءاتُ,
يا أنفُ اكتملْ ألِفاً، ويا حَرفُ احترقْ.


.. ونفختُ من روحي
فقامت من رمادِ الشِّعرِ قامتُكِ التي جبَلَتْ يدايْ
من طينِ أوراقي ومن ماءِ الدّواةِ ومن رؤايْ..

وفُتِنْتُ
حتى خِلتُ طاولتي سماءً
والتفتُّ إلى ملائكةٍ من الأوراقِ بيضٍ طائفاتٍ في سَديمِ قصيدتي
ورأيتُ أقماراً من الكلماتِ تسقطُ منْ يدَيّ
وكنتِ بين يديّ عاريةً كموجِ البحرِ
قلتُ: أيا ملائكتي اسجدوا لسوادِ غُرَّتِها.
فخرّوا سجّداً
إلا جراحاتي أبَتْ واستكبَرَتْ
قالتْ: أنا بدمٍ أكونُ وهذهِ بالحبرِ كانتْ.

.. كنتِ عاريةً كموجِ الحبرِ
واختلطتْ عليّ مسالِكُ الرؤيا
فأسندتُ الكلامَ على ذراعِكِ
ثم نِمتُ..

اللّيلُ يشهدُ أنّ كلَّ وسائدي إبَرٌ
وأنّ أسرّتي حجرٌ وأغطيتي المطرْ
أصحو على ريحٍ تقلّبُ كلّ صبحٍ دفتري
وعلى كؤوسٍ نصفِ فارغةٍ
فلستُ أرى على الأوراقِ إلا خدعةَ الكلماتِ
أو كذبَ البلاغةِ.


.. هكذا تغدو الخسارةُ رايةً بيدِ الحنين,
وتصبحُ الأنثى ممالِكَ للبكاءِ، وُلاتُها الشعراءُ واللغةُ الخرابُ.
وهكذا
أصحو لأقنعَ هذهِ الدّنيا
بأنّي ما حبَبْتُكِ في القصيدةِ
بل حبَبْتُكِ فيكِ..
ماذا سوفَ أكتبُ؟
كاذبٌ مهما حلَفْتُ
وعاشقٌ مهما ادّعيتُ
وشاعرٌ
حتى الأبدْ..
* * *


التوقيع



يقولون إن أردت أن يجمع الله بينك و بين من تحب .. عليكَ أن تأخذ من أثره مقدار سبع خطى .. و تضعها في قرآن بجانب صدرك ,.. أخبروني فقط .. أيّ شعوذة يمكن أن تعيد " كلّ الأصدقاء " ؟!

إسمهان الشبيب


سلطان المنصوري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2006, 07:41 AM   رقم المشاركة : [25]
سلطان المنصوري
كأنه هنا
الصورة الرمزية سلطان المنصوري
 

سلطان المنصوري is an unknown quantity at this point
III. الطّوفَان.. فالخُروج..


الرواية الأكثر صحةً لحادثتي
الطوفان والخروج




i. تداعيات الراوي

جسدانِ..
هذا اللّيلُ يدخل في لهاثِهِما.. ويخرجُ.
كيف أروي ما أرى؟
أخشى إذا نبَّهتُ أرضَهما بخَطوِ قصيدتي, أن يجفلَ النحلُ الذي يتأمّلُ الآن انهدامَ الوردِ فوقَ الوردِ,
................. والشفتينِ فوقَ النهدِ.
ليسَ لديّ من أفقٍ سوى شِقٍّ صغيرٍ عبر بابِ الذكرياتِ,
وليس من ضوءٍ لهذا الوصف غيرُ توهُّجِ الحُمّى وقد سالتْ من الجسدينِ مثلَ الحبرِ نحوي..
كيف أروي ما أرى وأنا أطلُّ عليهما متوجّساً من ذكرياتي هذهِ؟
أخشى إذا لمحَتْ حنيني
أن تعجّلَ بانشطار العاشقَينِ إلى:


غيابٍ و انتظااارْ ..



لا شيءَ أبعدُ عن عيونِ اللّيلِِِِِِِِ منْ شمسٍ تنامُ على سريرِ البحرِ..

هيّا يا قصيدةُ إنني استُدْرِجْتُ نحوكِ لا مناصَ الآن لي
هيّا لننزِعْ ريشةً من نصلِ ذاكرتي ونغمسْها بمحبرةِ السماءِ.
فكيف كيفَ لعاشقٍ مثلي المثولُ لما يضجُّ الآن في دمهِ
من الأقمارِ؟! كيف لحبريَ الآن السكوتُ عن اشتياقٍ قدَّ من دُبُرٍ قميصَ سكينتي؟!

سأرى وأروي ـ ما استطعتُكِ ـ ما أرى من شقِّ بابِ الذكرياتِ. وسوف أفشي كلّ ما باحتْ بهِ العضَلاتُ للقُطنِ المخضّبِ بالنبيذِ. وفي هدوءٍ سوف أجمعُ ما سيسقطُ عن سريرِهما
وأحفظهُ دليلاً شاهداً
لصبيحةٍ تأتي
فتنسى الأغنياتُ الأغنياتِ
وينكرُ الجسدُ الجسدْ...


/
\
/
\
/


ii. شهادات الراوي

أمّا وما زلنا بأوّل ليلِنا
فأنا سأروي ما أرى بأدقِّ تفصيلاتِهِ :

جسدانِ
ينحدرانِ من ظبيٍ يمشّطُ للغزالةِ مرجَها العالي إلى نهرٍ يفيضُ على أقاحِ الضّفتينِ. ويرسمانِ على مذكّرةِ
الحقولِ فراشةً تتنفّسُ البركان..
ذاكَ التلُّ أعلى من أنينِهما
ولكنّ الأنينَ الآن أقربُ للسماءِ من الصلاةِ..
الوقتُ يمضي بي تنَهُّدةً تنَهُّدةً ويدخلُ في عناقِهما القويِّ وفي جنونِهما ويخرجُ..
فاخمِشي صدرَ النحاسِ بعشرِ أظفارٍ وعُضّي يا امرأةْ،
ولتمزجي بدمِ الحصانِ ندىً يرصّع تاجَ صدرِكِ يا امرأةْ،
وتلألئي زبداً وموجاً يغسلُ الصّخرَ المرابطَ حولَ شطِّكِ يا امرأةْ،
ولْترفعي ساقَ المدى، وتسلّقي برجَ الفحولةِ واهدميهِ أنوثةً فأنوثةً بمسلّتَينِ طويلتينِ طويلتينِ،
مسلّتانِ فقطْ، وبعد هُنيهةٍ سنرى ارتطامَهما على كتفَيهِ.. فاحتشدي بجسمِكِ كلِّهِ من أجلِ هذا الزّحفِ،

وارتفعي على فرسِ الصراخِ لأنّها لغَةُ البراري, فاصرُخي, هيّا اصرُخي إنْ كنتِ سيّدةَ البراري,

......... يا امرأةْ..

وأنا كراوٍ لا يجيدُ سوى الروايةِ
ينبغي أن أُنصِفَ الجسدينِ من كذِبِ الرّواةِ السابقين.
نعمْ صحيحٌ أنّ طوفاناً صغيراً فارَ من برقَيهِما،
لكنّ ذلكَ لم يكنْ من أجلِ نوحَ ومَنْ معَهْ..
ونعم رأينا الجندَ والأشلاءَ والعرباتِ طافيةً على الأمواجِ،
لكنْ لم يكن فرعونُ وقتئذٍ يطاردُ قومَ موسى..

كلُّ ما في الأمرِ أني كنتُ خلفَ البابِ مختبئاً,
أطلُّ بكلِّ ذاكرتي، وأصغي بانتباهٍ لانهمارِ الياسمينِ على سريرِ روايتي:


جسدانِ ..
أمّا أنتَ، يا وَعْلاً على قِممِ الأنوثةِ لا يفرّقُ بين سنبلةٍ وأخرى، فاقتحمْ حقلَ الزّغبْ،
افتح كتابَ الوردِ واكتبْ سيرةَ الأفعى، وقلْ لي كيف حالُ الّلوز في شفتَي فتاتِكَ؟
يا لَجوعِكَ..
يا لَجوعِ خطاكَ,
خوّضْ حيث شئتَ، فإنَّ أرضَ الله ملءُ يديكَ، دوِّرْهَا على عجلٍ ودوّرها لتكتشفَ الفصولَ من الربيعِ إلى

الربيعِ إلى الربيعْ..



فلأنتَ أجدرُ باختصارِ العمرِ

...............في ليلٍ سريعْ ..




......... بأدَقِّ تفصيلاتِها مرَّتْ بيَ الحُمّى

........... سمعتُ وما استمعتُ أنا
............ رأيتُ وما ارتويتُ أنا
.......... رويتُ وما حلفتُ..
وسوف أبقى خلفَ شِقِّ البابِ ـ بابِ الذكرياتْ،
أنا شاعرُ الأسرارِ أحفظُ كل أسرارِ الحنينِ،
فليس بي جَلَدٌ على الوصفِ الطويلِ وليس مِن عاداتيَ الإفشاءُ.
ليلٌ ..
لم يعدْ لي منهُ
غيرُ كلامِ ذاكرتي لذاكرتي ..



هنالك شرشفٌ رطْبٌ يجفّفهُ الّلهاثُ


على سريرٍ ظلَّ محتفظاً برائحةِ البحار ..


......... ـ غداً أعودْ ..
سقفٌ تلبّدَ بالغمامِ وبالوعودْ,
نهرانِ فاضا مرّتينْ،
عسلٌ يجفُّ،
حدائقٌ منثورةٌ فوقَ الأريكةِ،
مُتعَبانِ ومُتعَبان..
وشعرتانِ على الوسادةِ..
قلتُ: لا تتأخّري.
كحلٌ على المنديلِ..
قلتِ: غداً أعودُ.

.. وترتدي أزهارَها وحريرَ مشهدِها
وتفتحُ بابَ عتمتِها
لتخرجَ من خطايا الحُبِّ..

أغلقَتِ الصباحَ وراءَ قُبلتِها
وأغلقتِ الزمانْ ..



فرويتُ حين رويتُ :
إمرأةٌ
وعاشقُها
وليلٌ..
حالفاً لمّا حلفْتُ :
ثلاثةً كانوا ورابعُهُم سريرُ،
خمسةً كانوا وسادسُهم هديرُ،
سبعةٌ، والبحرُ ثامنُهم.
ونِمنَا..
قلتُ نِمنَا ليلةً،
أوْ
بعضَ ليلْ..
* * *


التوقيع



يقولون إن أردت أن يجمع الله بينك و بين من تحب .. عليكَ أن تأخذ من أثره مقدار سبع خطى .. و تضعها في قرآن بجانب صدرك ,.. أخبروني فقط .. أيّ شعوذة يمكن أن تعيد " كلّ الأصدقاء " ؟!

إسمهان الشبيب


سلطان المنصوري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2006, 01:22 AM   رقم المشاركة : [26]
سلطان المنصوري
كأنه هنا
الصورة الرمزية سلطان المنصوري
 

سلطان المنصوري is an unknown quantity at this point

أرسل لي تمّام التلاوي هذه الرسالة:

اقتباس:
أشكرك
من الأعماق
حتى أطراف الأصابع
لم أكمل الموضوع يا تمّام.. حرمتهم بقية الجمال
لكن لـ أجل هذه الرسالة سأكمل البقية على عجل
كي أجعل لحروفك مساحةً تغويهم كما أغوتني

شكراً لـ كل حرفٍ جعلته يدور في سراديب روحك يا تمّام
شكراً لكل نهدٍ لامستهُ فدرّ حليباً لذيذاً كحروفك
شكراً وشكراً وألف أخرى ووردةٌ طائفية تتنفسك


التوقيع



يقولون إن أردت أن يجمع الله بينك و بين من تحب .. عليكَ أن تأخذ من أثره مقدار سبع خطى .. و تضعها في قرآن بجانب صدرك ,.. أخبروني فقط .. أيّ شعوذة يمكن أن تعيد " كلّ الأصدقاء " ؟!

إسمهان الشبيب


سلطان المنصوري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2006, 01:29 AM   رقم المشاركة : [27]
سلطان المنصوري
كأنه هنا
الصورة الرمزية سلطان المنصوري
 

سلطان المنصوري is an unknown quantity at this point
ثلاثة فصول لضمائر الغائب




الفصل الأول
ـ المشهد 1 ـ

هُــوَ
أكملُ مِنْ وصفِهِ في خيَالِ الرّواةِ
وأجملُ من برقِهِ في غمامِ الرجال
على ركبتيهِ بكتْ ألفُ أنثى
وصلّتْ لهُ حين مرَّ الجبالْ..
أمّهُ ولَدتْهُ
فما إن رأَوهُ على ضفَّةِ النهرِ
حتى تبنّاهُ كلُّ الملوكِ..
تربّى معَ الخيلِ حتى علا صوتُهُ في الصهيل،
فلّما رأتهُ العذارى يطلّ عليهُنَّ وهو يشمّرُ عن
ساعدِ النارِ،
قطَّعنَ أيديَهنَّ وهنَّ يقشّرْنَ
أثوابَهنْ..



ـ المشهد 2 ـ

هِــيَ
أكملُ من وصفِها في خيالِ الرواةِ
وأجملُ من وردها بين شوكِ الصبايا
على قدميها بكى الشعراءُ
وصلّت لها مذ رأتْها المرايا..
أمُّها ولدَتْها
فخافت عليها من الملكاتْ.
ونساءُ المدينةِ شاهدنَها
فهرعْنَ يخبِّئنَ عنها البناتْ.
وتربَّتْ على شجرِ الوردِ في ساحةِ الدارِ
حتى تفتّحَ في صدرِها جنّتانِ
وعرّشَتِ الياسمينةُ
ما بين
ساق الخزامى وجذعِ اللُّبانِ..


الفصل الثاني
ـ المشهد 1 ـ


قبلَهُ
لم يكن في المدينةِ ما يؤلمُ الوردَ،
لكنّهُ عندما جاءَنا
عندما جاءَ هذا الغريبُ النحيلُ الجميلُ الخجولُ
رأى بنْتَنَا
غيمةً تغزلُ الأمنياتِ بصنّارةِ البرقِ،
كانت ضفيرتُها كلما انتفضَتْ
تنشرُ الطّلْعَ بين البساتينِ،


لم ينتبه أولَ الأمرِ للبردِ في قلبهِ
غير أنّ ارتعاشَتَهُ
ـ عندما همَّ بالحبِّ والحبُّ همَّ بها ـ
أشعلَتْ جمرتينِ على وجنتَيها،
لذا ضمَّها
ولذا جَفَلتْ
ولذا هرولَتْ في الطريقِ إلى بيتها..
فاعتراهُ الشتاءْ.



ـ المشهد 2 ـ


.. أفلا تسمعينَ على بابِ حُلمِكِ طَرْقَ خيالي
ألا تسمعينَ إذا نامَ أهلُكِ وقعَ دمي فوق عتْبةِ أغنيتي؟.
ـ هكذا سألتْها رسائلُهُ.. هكذا.. هكذا ـ


.. وإذا نامَ في اللّيلِ أهلي
سأسحبُ مزلاجَ بيتي لأجلِكَ يا صاحبي.
ـ هكذا أدخلتْهُ إلى روحِها.. هكذا.. هكذا ـ



ـ المشهد 3 ـ

سنةٌ .. سنتانْ
وهما يُنفِقانِ الورودْ
قمرٌ .. قمران
ولا يشربانِ من العمرِ غير النبيذِ،
فلا نفِدَ الوردُ من جسمِها ويديهِ
ولا نفدَ الخمرُ من قدحَيها على شفتَيهِ..
وكان صهيلُهما في حقولِ الجنونِ
يُحِيلهما فرَساً وحصاناً.
فيا عشبُ كن شاهداً مُنصِفاً
واعترفْ بدَمٍ جفَّ فوقَ مُلاءةِ ليلِكَ
منذ تقطَّرَ من مُهْرِ قلبَيهِما..


الفصل الأخير

ـ المشهد الأخير ـ

عندما ذبحوها بكى الياسمينُ،
بكتْ طرقاتُ المدينةِ والشرفاتُ بكتْ، وبكى النحلُ، حتى القفيرُ بكى والفراشاتُ والقبّراتُ، العزاءُ بكى والزفافُ، ونحن بكينا, بكينا..
رأينا دماً سالَ, سالَ وطوَّقَ سورَ المدينةِ,
لطَّخَ أيضاً لِحَاهُمْ، ولوَّثَ أعلى عماماتِهمْ عندما علّقوا بجديلتِها رأسَهُ..
كان ذلك لمّا وشى بهما الفجرُ بعدَ الهزيعِ الأخيرِ من الحبِّ.
صاحوا
ـ وهم يرفعونَ المكائدَ فوق رؤوسِ الرماح ـ :
لكم قلبُهُ، ولنا قلبُها.. ولها قلبُها، وله قلبُهُ..
ولهُ ..
ولها ..


ثم سَـارَ التلاميذُ خلفَ الإمام
وسَــــــااادَ الظّلامْ ..

* * *


التوقيع



يقولون إن أردت أن يجمع الله بينك و بين من تحب .. عليكَ أن تأخذ من أثره مقدار سبع خطى .. و تضعها في قرآن بجانب صدرك ,.. أخبروني فقط .. أيّ شعوذة يمكن أن تعيد " كلّ الأصدقاء " ؟!

إسمهان الشبيب


سلطان المنصوري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2006, 01:32 AM   رقم المشاركة : [28]
سلطان المنصوري
كأنه هنا
الصورة الرمزية سلطان المنصوري
 

سلطان المنصوري is an unknown quantity at this point
إذا جئتَ قطَّعْنَ أحلامَهنَّ



سأعطيكَ أكثرَ مما أردْتَ
ولكن ترجّلْ
إذا كنتَ حقاً أميرَ الغناءِ ترجّلْ
وغنّ لأرملةٍ في الثلاثينَ من زهرِها
وتغزّلْ
بخَصرٍ يفسّرُ سِرَّ المضائقِ بين البحار
ونهدٍ مُدلّلْ..
لقد راودتْكَ التي أنتَ في بيتِها عن صِباكَ،
وقالتْ: تزمّلْ
بشَعري.. وغلّقتِ البابَ والشرفاتِ،
وقدّتْ حنينكَ من قُبُلٍ أنْ تعجَّلْ.
تعجَّلْ
ولا تصغِ إلا لثغرٍ يئنُّ
ولا تتنفسْ سوى الياسمينِ
ولا تنظُرنَّ إلى البدرِ إلا إذا صارَ أكملْ.
تشبّثْ بخِلخالِها ما استطعتَ
وعلِّقْ عليهِ ثلاثاً وعشرينَ شمساً تُضِئْ ليلَ عمرِكَ، وارحلْ
إلى ركبتَيها، وفُكَّ البراري
وحرِّرْ حصانَ الجنونِ المُكبَّلْ.
لقد راودتْكَ التي أنتَ في حِضنِها عن شفاهِكَ،
واستحلفتكَ تقبّلُها من جميعِ مساماتِها
ودَعتْكَ لأن تعتلي مخملَ الأبديّةِ، إن كنتَ تقْبلْ..
لقد أدركَتْكَ وكنتَ الأسيرَ
وقد حرّرتْكَ وصرتَ الأميرَ
وقد أدخلَتْكَ فراديسَها وأضاءتْ مداها
وقالتْ: تأمّلْ.
لقد غسلتْكَ بغيمِ الأنوثةِ
وامتدحتْكَ أمامَ النساء
وأعْدَتْ لهنَّ السكاكينَ، حتى إذا جئتَ
قطّعْنَ أحلامهُنَّ
وأيقَنَّ أنّ الغوايةَ وعدٌ مؤجّلْ.

ستعطيكَ أكثرَ مما أردتَ
ولكنْ ترجَّلْ
وقلْ: إنّ كعبَ حذائكِ شقّ عذابي
فلا تتركيني إذا الليلُ فاتَ
ولا تتركيني إذا الليلُ أقبلْ.
وقلْ: إنّ صدرَكِ بستانُ دِفلى
وقلْ: إنّ روحي ملاكٌ يحوّمُ حولَ سريرِكِ..
من أيّ شيءٍ ترى أنتَ تخجلْ؟

تغزّلْ بأرملةٍ في الثلاثينَ من سِحرِها
قد دعتْكَ إلى سِرِّها:
يا أميرَ الغناء
تفضّلْ
تفضّلْ..

* * *


التوقيع



يقولون إن أردت أن يجمع الله بينك و بين من تحب .. عليكَ أن تأخذ من أثره مقدار سبع خطى .. و تضعها في قرآن بجانب صدرك ,.. أخبروني فقط .. أيّ شعوذة يمكن أن تعيد " كلّ الأصدقاء " ؟!

إسمهان الشبيب


سلطان المنصوري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2006, 01:34 AM   رقم المشاركة : [29]
سلطان المنصوري
كأنه هنا
الصورة الرمزية سلطان المنصوري
 

سلطان المنصوري is an unknown quantity at this point
لم أستطعْ.. لم أستطعْ



تتنهَّدُ الصحراءُ حولي.


.. قبلَ عامينِ التجأتُ وصاحبي للغارِ،
قال: الليلُ لا يمضي وقد مضَتِ الخيولُ
فأين نذهبُ والسحابُ الآن يبسطُ هذه الصحراءَ
منديلاً.. ويبكي؟.
قلتُ: لا تحزنْ، فإنّ قصيدتي معنا.
وقلتُ لهُ: انتظرني، إنني آنستُ كرْماً
علّني آتي إليكَ بخمرةٍ كي نصطليها.


.. قبل عامين اقتربتُ،
ولم أكن بعدُ انتبهْتُ إلى لهيبِكِ عندما نادَيْتِني:
إخلعْ هنا نعليكَ
وادخلْ كي أقبّلَ فاكَ
تخرجْ شاعراً من غيرِ سوءْ..


فدخلتُ
لكن لم أجدْ إلا غيابَكَ
فاستدرتُ وقلتُ أرجعُ كي أنادمَ باشتعالي صاحبي..
لكنني لم أستطعْ..
لم أستطعْ بعدُ الخروجْ.

* * *


التوقيع



يقولون إن أردت أن يجمع الله بينك و بين من تحب .. عليكَ أن تأخذ من أثره مقدار سبع خطى .. و تضعها في قرآن بجانب صدرك ,.. أخبروني فقط .. أيّ شعوذة يمكن أن تعيد " كلّ الأصدقاء " ؟!

إسمهان الشبيب


سلطان المنصوري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2006, 01:39 AM   رقم المشاركة : [30]
سلطان المنصوري
كأنه هنا
الصورة الرمزية سلطان المنصوري
 

سلطان المنصوري is an unknown quantity at this point
IV. ما لي على الأرضِ بَعدِي خَلِيفَة..


القابضون على حِفنةٍ من ريح





نهضنا مساءً مع الريح ..
قلنا لهم:
عندما تتركونَ غداً
ما تركنا لكم من حنينٍ
فلا تندموا
واعلموا أنّنا لم نكنْ أنبياءَ كما تحسبونْ.
وقلنا: إذا ما رجِعنا فلا تعرفونا
ولا تحملوا وِزْرَ أشواقِنا
وادخلوا في مخادعِكم شامتينَ
بومضةِ دمعتِنا فوق قارعةِ العمرِ..

ثم استدرنا ببطءٍ
ببطءٍ وسِرنا إلى سَبْتِنَا،
كان ذلك بعد السريرِ الأخيرِ لكانونَ
أي قبلَ أنْ أكتبَ اسمي على نهدِ أنثايَ بالكُحلِ,
كنتُ خلعتُ ضياعي وكنتُ اقتربتُ كثيراً من النهرِ،
علّقتُ ثغري على ثغرها, تاركاً خيلَ روحي على ضفّةِ الجمرِ تصهلُ تصهلُ حتى الصّباح..

مشينا إلى سَبْتِنا..
لم نَعِدْ أحداً بالرسائلِ
أمّا الحنينُ فكان وراءَ سياجِ الشتاءِ
يدلِّكُ سكّينةً بانتظارِ وصولي
وحينَ وصلتُ طلبتُ قميصاً وخبزاً
وكنتم معي..

لم نكن واثقينَ من البحرِ
وهو يطيلُ تأمّلَهُ بانحناءِ مناكِبِنا
وتهاوي فَنَاراتِ أيامِنا خلفَنا
نامتِ الذّكرياتُ طويلاً
وآنَ لحُبٍّ كهذا ـ شغلناهُ عنّا طوالَ العصافيرِ ـ
أن يدركَ الأغنياتِ التي لم نقلْها له عندما كان أصغرَ،
قد لا نعود إلى أهلِنا الطيّبينَ
ولا لالتفافِ طفولتِنا حولَ مدفأةِ الخُبزِ
لكنّنا ـ والخريفُ يسافرُ في صدأِ العرباتِ ـ
نرى أنّنا لم نزلْ قادرينَ على الموتِ حُبَّاً
وقد شابَ فينا
وشاخَ الرحيلْ . .

وأنتِ..
لماذا جميعُ الأَسرّةِ فارغةٌ بيننا ؟
أشتهيكِ
لشدّةِ ما أشتهيكِ أكادُ أخونكِ
لا.. لن ألومَ النوافذَ
أعلمُ أنّ جميعَ النوافذِ مفتوحةٌ
ولكنني سألومُ القصيدةَ، تلك التي سقطتْ عندَ منتصف الريحِ مثقلةً بالهزيمةِ.
ويْحكِ
ليتَ اهتزازةَ نهديكِ بين ذراعيَّ
لم تنشرِ النحلَ في ردهاتِ دمي،
أنت لا تعرفينَ عن الليلِ شيئاً
ولا تسمعين خُطا الذكرياتِ,
ولا وقعَ دمعي على شارعِ الغرباء,
فقطْ تخرجينَ صباحاً إلى أُصُصِ الشّرفاتِ
وتَسقينَ وردَ حياتكِ, منصتةً لخريرِ حياتي، هنا,
خلفَ ناصيةِ الإنتظارْ..

ونحن الذين نسيرُ إلى سبتِنا..
كلّما.. كلّما
دخلنا إلى قريةٍ أفسَدَتْنَا، ولعَّنَنَا أهلُها،
وتقافزَ صِبْيتُها خلفَنا بالحجارةِ، أمّا الغواني فكنَّ يُقَبِّبْنَ
أردافَهنَّ لكلِّ الرجالِ عدانا.. ونحن لمَحْنا الخديعةَ
ملتفّةً بالعباءة تدلجُ بين المجرّاتِ بحثاً عن الله،
يا ربِّ.. إنْ كان لا بدّ أنْ تطبقَ الأخْشَبَيْنِ
على أحدٍ، فليكن ـ يا قديرُ ـ علينا.


وأنتمْ ..
سنعلمُ عمَّا اشتياقٍ بأنّا قسونا كثيراً عليكم
مساءَ نهضنا مع الريح.. قلتُم:
سنتركُ أقداحَكم في أماكنِها هكذا
نصفَ فارغةٍ ريثما ترجعون. وسوفَ نُربّي غيابَكُمُ بيننا ولداً طيّعاً مثلَ أبنائِنا.
وسنكسرُ كلَّ المرايا التي عشقتْكم لكي لا ترى بعد ذلك مَنْ هُمْ أقلُّ جَمالا. سنُبقي الشبابيكَ موصدةً لتظلّ روائحُكم هكذا، كالفراشاتِ، غافيةً فوقَ جدرانِنا..




ومشينا إلى سبتِنا..
أيها الحلمُ.. لا تكترثْ لسماءٍ تبدّلُ عمداً أماكنَ نجماتِها،
واستعنْ بالبحارِ، وكن لي سماءً وغيماً أكنْ لكَ أرضاً وعشباً.. سلامي عليكَ وأنتَ السلامْ
ومنديلُ بنتٍ وراء الجبالِ, وحُمَّى, ورفُّ حمامْ
يظلّلُني برسائلِها: " يا حبيبي ، جميعُ النوافذِ مفتوحةٌ
للقصيدة، لا، لن ألومَ القصيدةَ بل سألومُ النوافذَ
كمْ هيَ عاليةٌ يا حبيبي".


ونحن على أُهبَةِ السّبتِ..
كنتُ طلبتُ قميصاً وخبزاً، وكنتمْ معي،
والقصيدةُ كانت تحاصرُنا مِنْ جميعِ الأماني.
أخيراً أخيراً.. نصَبْنا الخيامَ على مهلِنا فوق سفحي،
وصحتُ: سيدركُنا الحبُّ عمَّا قليلٍ
ضعوا حطبي ههنا، وارفعوا رايةً لتَدلَّ علينا رُعاةَ البنفسجِ،
صفّوا الكؤوسَ الجديدةَ حولَ الأغاني الجديدةْ،
وغنّوا معي
كلّ ما يتطلبه الله منْ أغنياتْ.


وكنتمْ معي
وكنتُ أعاوِنُكمْ مدرِكاً أننا ما وصلنا لأنّا وصلنا
وصلنا لأنّا تعبنا
وكنتُ أحسُّ، وكنتم تحسّونَ أنّي كذبتُ علينا
وأنّ الشتـاءَ الذي ينفذُ الآن عبرَ ثقوبِ الخيامِ
سيطفئ أسماءَكمْ بعدَ وهمٍ قصيرٍ، وأنّهُ ما منْ قميصٍ وما من رغيفٍ، وما من غلامٍ يصبّ لنا نخبَ هذا الوصول. وأنا سنرجعُ، هذا إذا ما استطعنا الرجوعَ،
وأنّا سقطْنا مع الريح..
ما إن بدَأنا نحسُّ جمالَ القصيدةِ حتى انتهتْ
واستدارَ عن اللغْزِ شاعرُها
مَرَّ من بيننا متعباً
ثم أقعى جميلاً على عتبةِ الأمنياتْ،
ومَـــاتْ..
* * *


التوقيع



يقولون إن أردت أن يجمع الله بينك و بين من تحب .. عليكَ أن تأخذ من أثره مقدار سبع خطى .. و تضعها في قرآن بجانب صدرك ,.. أخبروني فقط .. أيّ شعوذة يمكن أن تعيد " كلّ الأصدقاء " ؟!

إسمهان الشبيب


سلطان المنصوري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:43 AM.

..[ جميع الآراء والأفكار المطروحة تعبّر عن كاتبها , ونحن كـ إدارة نخلي مسؤوليتنا ]..

Powered by vBulletin® Version 3.6.7