للحزن دربُ لا يسلكه سوى البائسين ..
وأنا بعالمكِ لم أدرك يوماً ذلك الدرب ..
كنا دوماً نجوب العالم سيراً بدروب العشق والهوى ..
فالآن يا سيدتي أقف على تقاطع طرق ..
ما بين الحيرة والخوف ..
حيرةُ من أن أسلكَ درب الهوى فأتوه ..
فقد إعتدت دوماً على أن تمسكين يدي كطفل صغير ..
وخوفُ من أن أسلكَ درب الحزن ..
فلا أجد طريقاً للعودة ..
فلم أعتدَ جدرانه
ولا أرصفته
ولا حتى السائرون بهِ
لم أسلكه يوماً
لكن اليوم سأسلكه
أخبريني ..
كيف لحبٍ يرتوي من دمائنا يموت !!
ونحن ما زلنا ننبض !!
كيف لقلبين اعتادا الرقص فوق الغيوم
أن يسقطا في هاوية الفراق والبعد !!
أخبريني ..
لِمَ لمْ تذكرين يوماً بأن البعد من بنود علاقتنا ؟؟
سيدتي ..
أتدركين معنى البعد ؟
أنا أدركه ..
كأنكِ لم تعرفيني يوماً
لم تحبيني عمراً ..
لم تتنفسيني هواءً
لم ترتوي مني عطشاً
لم تسهري الليلة تلو الليلة
تتغزلين بي كرجلكِ الشرقيّ الأبديّ
ولم ترسمي أي حلمٍ معي ..
وأدركٌ أيضاً
اذا بكيت لن تمسحي دمعي ..
اذا شعرت بالبرد لن تشلعين الشوق ..
اذا عطشت لن تهطلي عليّ بشهدكِ ..
اذا مرضت لن تسهري الليل قربي ..
واذا متُ لن تكلفين نفسكِ بي ..
إرحلي كيفما تشائين ..
واسكني حيث تريدين ..
وأحبي ألف رجلاً بعدي كما تريدين ..
لكن أضمن لكِ بكل ثقتي وغروري
أن لن تجدي رجلاً يحبكِ مثلي
بجنوني
وشوقي
وحلمي
فقط كوني بخير لأجلي ..
26/7
4:45
مساءً
وليد ساق الله ~