اخر عشرة مواضيع :        


العودة   منتديات جنّة الروح الأدبية > .,؛,. أدب الأرواح .,؛,. > جنّة البوح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-2010, 12:40 PM   رقم المشاركة : [11]
محمد سنجر
الصورة الرمزية محمد سنجر
 

محمد سنجر is an unknown quantity at this point
عمدة كفر البلاص ( 11 )

( جلس العمدة يرتشف الشاي ،
طرق الباب ،
صاح العمدة )
ـ مين ؟
ـ الطاهر أبو حماد .
ـ تعال ادخل يا شيخ الغفر .
( يدخل الطاهر على العمدة مترددا خجلا ، عندها يصيح العمدة )
ـ تعالى يا طاهر ، ادخل ، انته مكسوف و إلا إيه ؟ لا ، خلي بالك بقى ، الكسوف و الخجل ده مش ها ينفع في الشغلانة دي ، ده انته ها تتعامل مع مجرمين و قلالات أدب ، يعني لازم بنظرة واحدة منك تخليهم يكشوا و يموتوا في جلدهم .
ـ و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك يا حضرة العمدة ، ربنا يقدم اللي فيه الخير إن شاء الله .
ـ إن شاء الله ، على فكرة أبوك الله يرحمه كان حبيبي ، أكلنا سوا و شربنا سوا و تعلمنا سوا و كافحنا سوا و اعتقلونا سوا و حاربنا سوا ، عشرة عمر يعني ، كانت أيام بصحيح ، الله يرحمه و يحسن إليه .
ـ و يرحم أموات المسلمين جميعا .
ـ اللهم آمين ، صحيح انته كنت فين ؟ ما شفناكش في صلاة العشا .
ـ صليتها في الدار ، أصل كنت عامل إجتماع للغفر .
ـ إجتماع إيه ؟ خير ؟
ـ ما هو لازم يا عمدة نحط النقط على الحروف من أولها ، و لازم كل واحد يعرف اللي ليه و اللي عليه برضك .
ـ اللهم صل ع النبي ، أيوة كده ، الظاهر إنك مش سهل زي ما أنا كنت فاكر يا طاهر .
( يضحكون )
ـ لا أبدا يا أبا العمدة ، بس إن شاء الله ها تنبسط مني آخر انبساط .
ـ إن شاء الله .....
( يطرق أحدهم الباب )
ـ إتفضل .
( يدخل أحد الخفر ، يؤدي التحية العسكرية لشيخ الخفر )
ـ تمام يا حضرة شيخ الغفر .
( عندها ينتفض العمدة ممسكا بخيزرانته )
ـ تمام يا حضرة شيخ الغفر ؟ ( يضرب الغفير ) لوح قزاز قاعد قدامك ؟
الواد يا أخويا و لا كأن فيه عمدة قاعد .
( يصرخ الخفير )
ـ يعني أقطع نفسي أني بقى ؟ مش دي أوامرك يا شيخ الغفر ؟
( عندها يوجه العمدة كلامه لشيخ الخفر )
ـ نعم نعم نعم نعم ، انته قايل لهم إيه بالظبط يا شيخ الغفر ؟
ـ ثواني بس يا حضرة العمدة ، ( يوجه كلامه للخفير ) أي حاجة أقولها لك تطبق على البلد كلتها إلا حضرة العمدة يا بقف ، ( ينظر إلى العمدة ، يغمز له بعينه ) بعد إذنك يا حضرة العمدة ، ( يوجه كلامه للغفير ) يلا غور انته دلوقتي ، أنا ليا حساب تاني معاك بعدين .
( يخرج الخفير ، و يذهب شيخ الخفر يمسك بيد العمدة يجلسه )
ـ إتفضل أقعد بس انته يا أبا العمدة و هدي نفسك كده و أني ها أفهمك .
ـ تفهمني إيه بالظبط يا شيخ الغفر ؟
ـ بص يا عمدة ، حضرتك عارف طبعا اللي بين عيلة أبو شقفة و بين ولاد التهامي ؟
ـ طبعا عارف ، و دي حاجة بتستخبى ؟ المهم يعني .
ـ عبد الوهاب أبو التهامي و الخضري أبو شقفة ، شوكتين في ضهري يا أبا العمدة ، و الصراحة كده إذا ما كنتش أبقى شديد معاهم و مع الغفر كلهم من أول يوم ، يبقى الأمور كلتها ها تفلت من إيدي و مش ها أقدر ألمهم بعد كده .
ـ عليا النعمة ما أني فاهم حاجة .
ـ كل واحد فيهم واخد له غفير أو اتنين في صفه و عامل لي فيها شيخ غفر .
ـ إحنا بدأنا العوج من أولها ؟
ـ مش بأقولك يا أبا العمدة أهو ؟ يبقى لازم من الأول أشد ع الغفر كلهم و إلا لأ ؟
ـ معاك حق و الله ، عين العقل .
ـ عشان كده أنا كنت عامل لهم إجتماع من شوية ، و قلت لهم إن ما فيش في البلد دي غير شيخ غفر واحد ، هو أني ، و نبهت عليهم واحد واحد إن ما حدش ياخد أوامر إلا م العبد لله ، و حسهم عينهم أشوف حد يدي التحية غير لشيخ الغفر و بس ، طبعا ما أقصدكش انته م الكلام ده يا أبا العمدة .
ـ معاك حق و الله يا طاهر ، إيوة كده الله ينور عليك .
ـ عشان كده مش عايزك تزعل مني يا أبا العمدة لو سمعت حاجة كده و إلا كده ( يقبل رأس العمدة ) ما هو أني لازم أمسكهم بإيد من حديد من أولها ، و إلا قول ع البلد دي يا رحمن يا رحيم .
ـ لأ ، معاك حق طبعا ، بجد ؟ الله ينور عليك ، هي دي شياخة الغفر يا بلاش .
ـ و بعد إذن حضرتك يا عمدة ، ( و الله لا يستحي من الحق ) ، و بصراحة كده اللي قبلينا قالوا إن المركب اللي عليها ريسين بيحصل لها إيه يا أبا العمدة ؟
ـ بتغرق طبعا ، و دي عايزة كلام .
ـ الله ينور عليــــــــك ، يبقى لازم ننظم العملية بينيأنا و انته ، و إلا مش ها نخلص يا أبا العمدة .
ـ تقصد إيه يا وله .
ـ لو اديت لحد فيهم ودنك مش ها تخلص ، و خد عندك بقى ، ها أبقى أنا زي المعدية و كل واحد فيهم ها يطلع فوق قفايا عشان يقولك كلمتين عشان يتقرب لك ، و عشان كده أرجوك يا عمدة ما تسمحش لأي حد فيهم إنه يجي يقولك ده عمل و ده سوى ، و أنته كمان بعد إذنك يا أبا العمدة ، يا ريت لو عايز أيتها حاجة من أي غفير فيهم تقولي أني عليها ، و أني اللي أكلفه بيها بنفسي .
ـ اللهم صل على النبي ، مش بأقولك اللي خلف ما ماتش ، تلاتة بالله العظيم كأني واقف قدام أبوك الله يرحمه ، اللهم صل على النبي ، ألف رحمة تنزل عليك يا حاج إسماعيل ، نفس كلامه نفس حركاته نفس طريقته ، بسم الله ما شاء الله ، بسم الله ما شاء الله ،
خلاص يا شيخ الغفر و أنا معاك في كل كلمة قلتها ،
الله ينور عليك بجد ، و اللي قلته ده هو عين العقل ،
على بركة الله .
ـ يعني مش زعلان مني يا أبا العمدة ؟
ـ و هو الحق بيزعل يا وله .
ـ معلش و بلاش يا وله دي يا أبا العمدة الله يخليك .
ـ دي بس بيني و بينك ، لكن قدام البلد ، لا طبعا انته حضرة شيخ الغفر .
ـ ما هي المشكلة إن لسانك ها ياخد عليها يا أبا العمدة و ممكن لا مؤاخذة يعني تفلت منك كده و إلا كده ، و أني أحب الصراحة أبقى قدام الكل شيخ الغفر ، و كل ما ترفع من مقامي قدام البلد ، كل ما ها تثبت رجليا أكتر و تثبت الأمن و الحزم و الربط في البلد اكتر و اكتر .
ـ أوامرك يا حضرة شيخ الغفر ، مبسوط كده ؟
ـ ربنا يخليك لينا يا أبا العمدة .
ـ ما بلاش بقى يا أبا العمدة دي كمان ، خليها يا حضرة العمدة بقى .
ـ لا فيه فرق بين دي و دي .
ـ فرق إيه بقى إن شاء الله ؟
ـ العمدة أبو البلد كلها لازم الناس تحبه و تقرب له و كل واحد يحس ناحيته بحب ، لكن شيخ الغفر لا ، لازم الناس كلها تحترمه و تخاف منه ، يعني العلاقة اللي بين البلد و العمدة لازم تبقى علاقة حب ، أما العلاقة اللي بين البلد و شيخ الغفر لازم تبقى علاقة احترام و خوف ، ماشي يا أبا العمدة ؟
ـ و لو إني مش معاك في موضوع الخوف دي ، بس الباقي ماشي يا حضرة شيخ الغفر .
ـ تأمرني بحاجة يا أبا العمدة ؟
ـ شكرا يا شيخ الغفر .
ـ السلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، صحيح اللي خلف ما ماتش .
( يخرج شيخ الخفر بينما تحمل الذكريات العمدة على جناحيها ، تحط به بين حقول أيام الزمن الجميل )


( يتبع )


محمد سنجر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2010, 08:36 AM   رقم المشاركة : [12]
محمد سنجر
الصورة الرمزية محمد سنجر
 

محمد سنجر is an unknown quantity at this point
عمدة كفر البلاص ( 12 )

( دخل شيخ الخفر مسرعا ،
وجد عبد الجبار جالسا ،
سأله في عجالة )
ـ فين أبوك العمدة يا عبد الجبار ؟
ـ بيصلي .
ـ هو لسه ما صلاش العشا لغاية دلوقتي ؟
ـ بيصلي السنة .
ـ طب نادي بسرعة على بهانة و خليها تقوله إن شيخ الغفر عايزك ضروري ....
( عندها ينفتح الباب الداخلي للقاعة و يدخل العمدة )
ـ السلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، حرما يا حضرة العمدة .
ـ جمعا إن شاء الله ، خير ؟
ـ عاوزك في كلمتين يا حضرة العمدة .
( ينظر العمدة لعبد الجبار )
ـ روح خلي البت بهانة تعمل لنا اتنين شاي يا عبد الجبار ، و أقف انته بره لغاية أما أناديلك .
ـ أمرك يا حضرة العمدة .
( يخرج عبد الجبار )
ـ خير يا شيخ الغفر .
ـ لا مش خير أبدا يا أبا العمدة .
ـ ليه بس حصل إيه ؟
ـ السل بينهش في الكفر يا أبا العمدة .
ـ سل ؟ أعوذ بالله ، سل إيه يا شيخ الغفر ؟
ـ يعني هو الدكتور عادل ما قالكش ؟
ـ و لا قال لي أيتها حاجة .
ـ العيال قرايبه اللي جم امبارح الصبح م البندر و قعدوا عنده في الدار .
ـ مالهم يا وله ؟
ـ اللهم احفظنا عيانين بالسل ، و أهي العدوى انتشرت في الكفر كله .
ـ مين اللي قالك الكلام الفارغ ده يا شيخ الغفر ؟
ـ أني اللي بأقولك أهوه ، و ابعت هاته كده خليه يكذبني .
( يصرخ العمدة مناديا )
ـ عبد الجبار ، وله يا عبد الجبار .
( يدخل عبد الجبار يحمل الشاي )
ـ أمرك يا حضرة العمدة .
ـ حط الشاي اللي في إيدك ده ، و روح بسرعة هات لي الدكتور عادل دلوقتي حالا ، قوله أبويا العمدة عاوزك ضروري ، و ما تجيش إلا معاه .
ـ فوريرة .
( يخرج عبد الجبار مسرعا )
ـ معقولة الكلام ده ؟
ـ و مش معقولة ليه ؟ مش هو برضه اللي موت خالتي الحاجة زهرة مراتك الله يرحمها ؟
ـ إيه الكلام الفاضي ده يا طاهر ؟ لا كله إلا كده ، حرام عليك ما تفتريش ع الراجل ...
ـ و ها أفتري عليه ليه إن شاء الله ؟ مش هو برضه اللي اداها حقنة غلط بدل ما يوطي لها الضغط علاه ؟
ـ كلام إيه ده يا شيخ الغفر ؟
ـ ده مش كلامي ، ده الكلام اللي البلد كلتها بتقوله يا أبا العمدة .
ـ و انته ها تسمع لكلام الناس .
ـ ما فيش دخان من غير نار يا أبا العمدة .
ـ طب دول عالم فاضية بيقولوا أيتها حاجة و خلاص ، و بعدين ما حدش بيموت ناقص عمر .
ـ أيوة بس فيه أسباب برضك .
ـ على العموم خلينا دلوقتي في المصيبة اللي احنا فيها ، الكلام ده لو صحيح يبقى على الدنيا السلام ، الدكتور عادل ؟ معقولة ؟ بالذمة ده كلام برضه ؟
( يدخل عبد الجبار و معه الدكتور عادل )
ـ السلام عليكم .
ـ روح انته يا عبد الجبار ، و عليكم السلام .
ـ خير يا حضرة العمدة ؟
ـ إيه حكاية قرايبك اللي عندك دول يا دكتور عادل ؟
ـ مالهم يا حضرة العمدة ؟
ـ صحيح عيانين بالسل ؟
( ينظر الدكتور لشيخ الغفر )
ـ هو حضرتك عرفت يا حضرة العمدة .
ـ و هو فيه حاجة بتستخبى ع العمدة برضك يا دكتور عادل ؟
ـ لو لك قرايب عيانيين و جم واقعين في عرضك يا حضرة العمدة عشان تشوف لهم حل ها تعمل إيه ؟ حتى لو مش قرايبي ، من واجبي أعالجهم و أراعيهم لغاية ما يقوموا بالسلامة ، مش دي الأصول برضه ؟
ـ أيوة بس ده سل يا دكتور عادل ،عارف يعني إيه سل ؟
( فجأة يدخل الخفير التوابتي يلهث ، يحاول التقاط أنفاسه )
ـ ..... إلحقونا يا عالم ، إلحقنا يا دكتور عادل أنا ف عرضك ، الواد حمودة ابني بيكح دم ....
( عندها يصرخ شيخ الغفر )
ـ مش قلت لك يا حضرة العمدة ؟ أهوه ، آدي البشاير ظهرت أهي ،و الواد ابن حسان أبو شوشة كمان لسه سامع أمه بتصوت عليه و انا جايلك ...
( صرخ العمدة في وجه الدكتور عادل )
ـ ينفع الكلام ده يا دكتور عادل ؟ أهي العدوى انتشرت في البلد أهي ..
( ينكب التوابتي على كف الدكتور عادل يقبلها )
ـ أبوس إيدك يا دكتور عادل ، تلحق الواد ابني بسرعة ...
( يصرخ شيخ الخفر )
ـ ها يلحق مين و إلا مين ؟ روح منك لله يا شيخ ، ما كنا قاعدين كافيين خيرنا شرنا ، لازم يعني تدخل لنا السل البلد ؟
ـ ما تحترم نفسك يا شيخ الغفر ؟
( يمسك الدكتور عادل شيخ الغفر من ملابسه ،عندها يجذبه العمدة بعيدا )
ـ سيب شيخ الغفر دلوقتي يا دكتور عادل و روح إلحق المصيبة اللي وقعتنا فيها إنته وقرايبك ، يلا بسرعة ...
( يخرج الدكتور و التوابتي )
ـ مش قلت لك يا أبا العمدة ؟ مش قلت لك ؟
ـ و العمل إيه دلوقتي يا شيخ الغفر .
ـ عمله اسود بعيد عنك ، لازم دلوقتي حالا نعمل حظر على البلد كلتها .
ـ حظر ؟
ـ إيوه ، لا حد يخرج من بيته و لا حد يدخل لغاية لما نشوف حل في المصيبة دي .
( يصرخ العمدة مناديا )
ـ عبد الجبار ، عبد الجبار ...
( يدخل عبد الجبار )
ـ بسرعة يا وله لم لي الغفر كلهم دلوقتي حالا .
( يخرج عبد الجبار مسرعا )
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، كنا ناقصين الدكتور عادل كمان ؟
ـ لازم تكرشه م البلد يا عمدة الليلة هو وقرايبه .
ـ و البلد تقعد كده من غير دكتور ؟
ـ و هو الدكتور عمل إيه يعني للبلد ؟ ما هو قدامك أهوه ، هو اللي جاب لنا الخراب أهوه ، و من بكره الصبح نبعت شكوى للمديرية يبعتوا لنا حد غيره ، تلاتة بالله العظيم الواد (أنتي بيوتك) برقبته ، قلت إيه ؟
ـ أيوه بس على الأقل نخليه لغاية لما المديرية تبعت لنا دكتور تاني .
ـ موت يا حمار ، طول ما هو موجود عمرهم ما هيسألوا فينا ، لكن لما يروح لهم هناك مكروش م البلد ، و يعرفوا إن البلد من غير دكتور ، ها يبقى وضع تاني ، خاصة لما يعرفوا كمان إن السل انتشر في البلد ، ده مش بعيد يبعتوا لنا دكتورين تلاتة على الأقل .
ـ خلاص ، بس لما الغفر يوصل نبعت واحد منهم يمشيه هو و قرايبه .
ـ و نستنى ليه ؟ أني ها أروح أكرشهم حالا دلوقتي ، و إلا يعني نستنى لما الفاس تقع في الراس و يعدوا البلد كلها ، ده سل يا أبا العمدة ، سل ، استر يا رب ...
( يخرج شيخ الخفر مسرعا ، و يجلس العمدة حائرا يكلم نفسه )
ـ معقولة ؟ الدكتور عادل ؟ اللي تحسبه موسى يطلع فرعون ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، استر يا رب ، يا لطيف يا لطيف يا لطيف ....
( يدخل عبد الجبار و معه الغفر ، يؤدون التحية العسكرية )
ـ أفندم يا حضرة العمدة ؟
ـ دلوقتي حالا أبو شقفة و التهامي يلفوا على كل بيوت البلد دار دار ، تنبهوا عليهم ممنوع حد يدخل أو يخرج ، و اللي ها يخرج من داره يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم ، و انته يا عوادلي ، تاخد دلوقتي حالا جردل البوية الحمرة و كل دار فيها حد تعبان أو بيكح تحط لي على بابه علامة غلط ، و حسك عينك انته و هوه تخلي حد يخرج من بيته أو يدخل لغاية لما المديرية تبعت لنا حد يشوف المصيبة السودة اللي احنا فيها دي ،
( يصرخ فيهم ) يلا بسرعة مستنين إيه ؟
ـ أوامرك يا حضرة العمدة .
( يخرج الخفر مسرعين يتخبطون ببعضهم البعض ،
يجلس العمدة على كرسيه يضرب كفا بكف )
ـ حسبي الله و نعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل .
( يتبع )


محمد سنجر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-15-2010, 10:04 AM   رقم المشاركة : [13]
محمد سنجر
الصورة الرمزية محمد سنجر
 

محمد سنجر is an unknown quantity at this point
عمدة كفر البلاص ( 13 )

( الصمت يخيم على بيوت القرية ،
صوت الضفادع يأتي من بين الحقول الغارقة في الظلام ،
الخفر يجلسون حول إبريق الشاي الذي وضعوه فوق بعض الحطب المشتعل ،
الخفير (التوابتي) يحمل كوبا يصب به بعض الشاي و يأخذه لشيخ الخفر الذي يجلس بعيدا )
الشاي يا شيخ الغفر .
شكرا يا توابتي .
هي المديرية مش ها تبعت دكتور بدل اللي راح يا شيخ الخفر ؟
و هو انته فاكر إن كفرنا دي على بال البهوات القاعدين في المديرية ؟ موت يا حمار .
أمال ها نعمل إيه في المصيبة اللي احنا فيها دي ؟
آدينا مستنين الفرج .
( شبح يخرج من بين بيوت القرية ، يتجه ناحية الخفر ،
يصرخ أحد الخفر )
مين هناك ؟
( الشبح لا يتكلم ، يصرخ الخفير و قد صوب بندقيته ناحيته )
بقول مين هناك ؟
(يصرخ شيخ الخفر و هو يجري ناحية الشبح )
مين هناك إيه يا طربش ؟ نزل البندقية الله يخرب بيتك ، انته اتعميت خلاص ؟ ده أبويا العمدة يا بجم .
حضرة العمدة ؟
( يصل شيخ الخفر إلى العمدة ، يسلم عليه )
أهلا وسهلا حضرة العمدة ....
( يقف الخفر يؤدون التحية العسكرية ، يذهب شيخ الخفر و العمدة يجلسان بعيدا عن الخفر )
سلام عليكم .
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
اقعدوا اقعدوا ، إيه آخر الأخبار يا شيخ الغفر ؟
كله تمام يا حضرة العمدة ، لا حد دخل و لا خرج من داره زي ما حضرتك أمرت ، و كل بيت فيه حد تعبان عملنا على بابه علامة بالبوية الحمرة .
و بعدين يا شيخ الغفر ؟ إيه العمل ؟
العمل عمل ربنا يا عمدة ، ربنا يعديها على خير .
و ها نقعد كده لحد إمتى ؟
أنا رأيي إن التهامي و أبو شقفة ينزلوا البندر م الفجر و يروحوا المديرية ....
مش ها ينفع ، لازم أروح أنا بنفسي .
و إيه المانع ؟ أكيد برضك ها يعملوا لك ألف حساب و يتصرفوا .
خلاص ، بكرة إن شاء الله تبعت معايا اتنين غفر ، و آدي انته تبقى مكاني لغاية لما آجي .
برقبتي يا حضرة العمدة .
التوابتي فين ؟
أهوه ( ينادي ) يا توابتي ، تعال كلم أبوك العمدة .
( يجري التوابتي إلى العمدة ، يؤدي التحية العسكرية )
أفندم ؟
أخبارك ابنك إيه دلوقتي ؟
سألت عليك العافية يا حضرة العمدة ، لا ده خف و بقى عال العال ، مش طلع لا عنده سل و لا حاجة .
أمال إيه الدم اللي نزل منه ده ؟
لا ، ما هو الدكتور عادل لما شافه قبل ما يمشي ، قال إن الدم ده من سنانه .
الحمد لله .
( يقاطعه شيخ الخفر )
خلاص روح انته يا توابتي ، و حمد الله على سلامة ابنك .
( يذهب التوابتي يجلس مع الخفر ، يكمل العمدة حديثه مع شيخ الخفر )
الواد ابن أبو شوشة أخباره إيه ؟
لسه جاي من عندهم دلوقتي ، الواد السخونية مسكاه و بيخرف ، منه لله بقى الدكتور عادل ، تلاتة بالله العظيم ، الواد ده لو جرى له حاجة ذنبه ها يبقى في رقبته ، و ساعتها بقى أبو شوشة مش ها يسكت .
لا حول و لا قوة إلا بالله .
طب الواد ( أنتي بيوتك ) ما بيوريناش همته ليه و يعالجه ؟
ما هو لولاه كان الواد راح في شربة ميه ، ده لما لقى السخونية مسكاه ، جري بيه ع الترعة و قعد يغطسه فيها لغاية لما راحت ، و ادى له إبرة مخدر ما عرفش و إلا إيه ، الواد بعدها بقى عال العال ، بس يدوبك ساعتين تلاتة ، و السخونية رجعت تاني و حالته بقت حاله .
ما تيجي لما نعدي عليه نشوفه .
لا يا عمدة ، كله إلا انته ، البلد مش مستغنية عنك ، و بعدين أنا لسه جاي من عندهم أهوه .
طب خلي حد م الخفر ياخد لهم شوال رز و شوال دقيق و زيت و الذي منه .
ربنا يخليك لينا يا عمدة ، حاضر من عينيه .
و تخلي الواد (أنتي بيوتك) ما يسبوش .
ما هو عندهم في الدار من ساعتها ، الشهادة لله ، الواد مش مقصر .
ربنا يعديها على خير .
و صاحبك مشي ؟
غار في ستين داهية هو و العيانين قرايبه ، داهية لا ترجعه .
قال لك إيه لما قلت له يمشي م البلد ؟
و هو قدر ينطق بحرف واحد ؟ ما هو غلطان و الغلط راكبه من ساسه لراسه ....
أنا خايف لنكون ظلمناه يا وله .
ظلمناه ؟ ليه إن شاء الله ؟ ده يظلم بلد بحالها ، و إلا يعني كنا نستنى لما قرايبه يعدوا البلد كلتها ؟ و ساعتها بقى قول على البلد يا رحمن يا رحيم .
( صرخات عالية تأتي من القرية ، يقف العمدة و شيخ الخفر )
إيه ده ؟
الظاهر الواد ابن أبو شوشة مات ، الصويت جاي من ناحية دارهم .
لا حول و لا قوة إلا بالله ، يلا بينا يا شيخ الغفر .
اتفضل يا حضرة العمدة .
( يسرع العمدة و شيخ الخفر في اتجاه الصوت )
اسبقنا يا غفير انته و هوه شوف فيه إيه بسرعة .
( يجري الخفر ناحية دار أبو شوشة )
الله يقطع الدكاترة كلهم في ساعة واحدة قادر يا كريم ، آدي آخرة الدكاترة و اللي بيجلنا من ورا الدكاترة ، منك لله يا دكتور عادل ، بس هازز لي طوله في الرايحة و الجاية بالبالطو الأبيض و السماعة ، حسبنا الله و نعم الوكيل ، حسبنا الله و نعم الوكيل .
استر يا رب ، يا رب استرها لجل حبيبك النبي .
( يعود التوابتي مسرعا ، يقابل العمدة و شيخ الخفر ، يلهث )
فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق .
ده الواد توفيق بيضرب مراته .
الله يقطعه و يقطعها في ساعة واحدة ، و ده وقته ؟
( يلتقط العمدة أنفاسه )
خضنا الله يخضه ، لا إله إلا الله ، خلاص خليك انته بقى يا شيخ الغفر .
أوصلك يا أبا العمدة ؟
توصلني إيه ؟ عيل صغير قدامك ؟
العفو يا حضرة العمدة ، بس اتشرف بالمشي معاك مش أكتر و الله .
لا ، خليك انته شوف شغلك ، سلام عليكم .
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .

( يتبع )



محمد سنجر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-18-2010, 08:14 AM   رقم المشاركة : [14]
محمد سنجر
الصورة الرمزية محمد سنجر
 

محمد سنجر is an unknown quantity at this point
عمدة كفر البلاص ( 14 )

( صوت طلقات نارية تشق سكون الليل ،
استيقظ الأهالي مذعورين ،
أسرع الرجال بالخروج ،
النساء ينظرن من خلف النوافذ ،
يتساءلون )
ـ فيه إيه ياد يا توفيق ؟
ـ شايفني يعني باشم على ضهر إيدي ؟ الله أعلم .
ـ يا ساتر استر يا رب .
( يشاهدون شبحا يجري مبتعدا في الظلام ، يدخل مسرعا بين أعواد الذرة ، صوت طلقات نارية تدوي )
ـ ده مين ده يا وله اللي دخل في الدرة ؟
ـ فيه إيه ياعم الحاج ؟ هو انته فاكرني مين بالظبط ؟ شايف نظري سته على سته ؟
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .
( يمر عليهم أحد الخفر ، يلتقط أنفاسه ، يسألهم )
ـ ما شفتوش الواد سليمان جري منين ؟
ـ سليمان مين يا حضرة الغفير ؟
ـ الواد سليمان أبو سليمان الغفير اللي اتعرض للبت خضرة و العمدة طرده م البلد .
ـ و ده راجع ليه إن شاء الله ؟
ـ المهم حد فيكم شافه ؟
ـ إيوه شفناه ، كان جاي من هناك هناهو ، و قام جاري و داخل مستخبى جوه الدرة اللي هناك دهوه بتاع أبويا العمدة .
ـ طب كل واحد فيكم يدخل داره عشان ما يتعورش ، لأن الواد ده معاه سلاح و لسه ضارب علينا النار دلوقتي .
( يجري الأهالي إلى بيوتهم ، يتابعون ما يحدث من خلف النوافذ )
ـ الله يعمر بيتك يا شيخ الغفر .
ـ طول ما الراجل ده موجود يبقى نامي في العسل يا بلد .
ـ ده ما بيسبش كبير و إلا صغير إلا ما يسأل عنه .
ـ ده كفاية انه كرش الدكتور عادل و قرايبه بتوع السل م البلد ، الله يسترك دنيا و آخرة يا شيخ الغفر .
( صوت طلقات نارية متتابعة هنا و هناك ،
أحد الغفر يجري إلى اليمين ،
يتبعه آخر يجري إلى اليسار ،
يصرخ أحد الغفر )
ـ الله أكبر ، جبت لك أجله يا شيخ الغفر .
( يصرخ آخر )
ـ تلاتة بالله العظيم ما حد جاب داغة إلا اني .
( يصرخ ثالث )
ـ إلحق يا شيخ الغفر ، حضرة العمدة عاوزك بسرعة .
ـ و ده وقته ؟ طيب ، حاضر ( يوجه حديثه للخفر ) إياكم حد فيكم يسيب مكانه لغاية لما أرجع .
( يذهب شيخ الغفر مسرعا إلى دار العمدة ،
يجد العمدة في انتظاره ممسكا ببندقيته )
ـ فيه إيه يا شيخ الغفر ؟
ـ الواد سليمان أبو سليمان اللي كان غفير و انته طردته م البلد ...
ـ ماله ؟
ـ لامم لي شوية قلاضيش و عاوزين يقتلوك يا عمدة .
ـ يقتلوني اني ؟
ـ التحريات اللي عملناها كلها كانت بتأكد الموضوع ده ....
ـ و لما انته عامل تحريات ، سايبني على عمايا يا شيخ الغفر ؟ ليه ما نبهتنيش من بدري ؟
ـ ما حبيتش أقلقك بس يا أبا العمدة .
ـ ابقى هاتهولي هو و القلاديش اللي مسكتوهم معاه عشان ما حدش ها يحقق معاهم إلا اني .
ـ لا ، هو انا ماقولتلكش ؟ ما هم هربوا لما عرفوا إن عينينا مفنجلة و قاعدين لهم .
ـ هربوا منكم ؟
ـ و هو إحنا كنا مسكناهم و هربوا مننا ؟ احنا أول ما شفناهم ضربنا عليهم نار ، و همه ردوا علينا ، بس الواد العوادلي بيحلف إنه ضرب أبو سليمان بالنار و جت في رجله اليمين و الناس شايفينه و هو بيجري بيزك ، و الواد التوابتي كمان بيحلف إنه ضربه بالنار في راسه ، بس لما رحنا ندور عليه في الدرة لقيناه فص ملح و داب .
ـ أيوة بس كده ممكن يرجعوا تاني ، و طبع اللي اتجرأ و عملها مرة ، يبقى أكيد ها يعملها تاني و تالت و رابع .
ـ ما هو عشان كده بعد إذنك يعني ، ها أعمل بعض الحاجات كده عشان نقدر نشتغل صح بقى .
ـ حاجات إيه دي ؟
ـ يعني بعد إذنك يا حضرة العمدة ،
أولا : ما حدش يمشي في البلد بعد صلاة العشا إلا اما يكون معاه تصريح مني شخصيا ،
ثانيا : ما حدش يخرج م البلد و لا يدخل إلا لما أبقى عارف الخارج خارج ليه و الداخل داخل ليه ،
ثالثا : أي غفير له الحق انه يمسك و يحبس أي حد في البلد للاشتباه فيه....
ـ أيوة بس ده احنا ما صدقنا الناس شمت نفسها حبتين بعد الحبسة بتاع موضوع السل ده .
ـ ما هو حضرتك شايف أهو بمجرد ما هوينا لهم الحبل شوية إيه اللي حصل أهو ، و بعدين الصراحة بقى أنا مش مستعد أدخل عليك في مرة ألاقيك واخد لك عيارين لا قدر الله يا أبا العمدة .
ـ أيوة بس براحة على أهالينا يا شيخ الغفر .
ـ ما تقلقش يا أبا العمدة ، دول أهلي و ناسي ، و عشان كده عندي اقتراح كده ها يبسط البلد و يا ريت حضرتك توافق عليه .
ـ خير إن شاء الله ؟
ـ طبعا إحنا لما نضيق على الناس بالشكل ده ، فياريت برضه نبحبحها عليهم من الناحية التانية .
ـ عروستي ؟
ـ كنت بأقول يعني نخلي التليفون للأهالي مجانا يتكلموا براحتهم .
ـ تليفون إيه ؟
ـ تليفون العمدة .
ـ نعم ؟ تليفون العمدة ؟
ـ لا ، ما هو احنا ها نجيب لهم عدة تانية نحطها في القاعة و هانخلي واحد م الغفر قاعد عليه عشان الناس تتكلم بالدور .
ـ آه ، بحسب ، و ماله ، ما عنديش مانع ، بس هي دي البحبحة اللي تقصدها ؟
ـ يعني ، أهي حاجة برضه تسعدهم و توسع عليهم .
ـ الأهم من كده تنبه على الغفر ما حدش يضايق الناس .
ـ لا ، من الناحية دي اطمن ، طول ما أنا موجود و لا يكون عندك أيتها فكرة ، أنا عاوزك انته بس كده تنام و تمدد رجليك و تشخر براحتك خالص و على كيف كيفك يا أبا العمدة .
ـ حسك عينك أسمع أيتها شكوى من أي حد في البلد يا شيخ الغفر .
ـ برقبتي ، و لا تشغل بالك انته يا أبا العمدة .
ـ مش عارف كنت ها أعمل إيه من غيرك يا وله يا طاهر ، قصدي يا حضرة شيخ الغفر .
ـ إحنا مش عاوزين غير رضاك علينا يا أبا العمدة .


( يتبع )


محمد سنجر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010, 11:44 AM   رقم المشاركة : [15]
محمد سنجر
الصورة الرمزية محمد سنجر
 

محمد سنجر is an unknown quantity at this point
عمدة كفر البلاص ( 15 )



( اجتمع أهالي القرية عن بكرة أبيهم أمام دار العمدة ،
كل منهم يريد أن ينال دوره للتحدث من خلال هاتف العمدة المجاني ،
وقف الخفر يصفون الناس ،
بينما أخذ الخفير التهامي يصيح بالجموع )
ـ عمرنا ما ها نتعلم النظام أبدا ؟
ما تقف صف واحد ياله انته و هوه ،
حازي ، و الا احنا يعني ما نمشيش غير بالعصاية ؟
مش كفاية العمدة الله يعمر بيته خلاكم بني آدمين و عملكم التليفون مجانا ؟ دي فين تلاقوها دي في العالم كله يا ناس ؟
سبحان الله ، عليا النعمة خدمة عشر نجوم ،
ـ نرجع نأكد ـ كل واحد فيكم ياخد دوره ،
جاتكوا داهية ، الستات في ناحية و الرجالة في ناحية ، كلكو زي بعض ،
ارجع يا راجل انته هناك ، ها ناخد واحدة ست و بعدين راجل و بالدور ، و اللي يدخل عشان يتكلم ما يعوقش ، يعني تتلقح تقعد تطرش الكلمتين و تفز تقوم على طول ، رغي النسوان ده مالوش لازمة ، أني بأنبه اهوه ، عشان ما حدش يقول (التهامي) ما حذرناش .
انته ياد يا حسونة ، جاي تتكلم من هنا ليه ؟ مش عندك تليفون ؟ و الا أبو بلاش كتر منه ؟
ـ هو أني مش زي الناس دي و الا إيه يا ( تهامي ) ؟
ـ و التهامي ده كان بيلعب مع أبوك في الشارع ؟ أما تيجي تكلمني يا وله تقول حضرة الغفير التهامي ، فاهم و إلا لأ ؟ و بعدين ، لأ طبعا إنته مش زي الناس ، مش عندك تليفون في بيتكم ، يبقى تروح تتكلم منه ؟
ـ مش ماشي يا حضرة الغفير ، زيي زيهم .
ـ طب تلاتة بالله العظيم ما انته متكلم لو على جثتي ...
( يجذبه من جلبابه بعيدا ، يحاول التخلص من بين يديه و لا فائدة ، يذهب الرجل بعيدا و هو يصيح )
ـ و الله لاني قايل لحضرة العمدة ، إشمعنى اني يعني ؟
( يدخل ( التهامي ) إلى داخل دار العمدة بينما وقف الخفر بالخارج يصفون الأهالي بنظام ، نسمع صوت ( التهامي ) ينادي من الداخل )
ـ دخلي أول واحد يا ( عوادلي ) .
ـ يلا ادخل انته يا حسن يا بو خميس .
( يصرخ أحد الرجال )
ـ اشمعنى أبو خميس يعني ؟ أني جاي قبله ، و الا عشان قريبك ؟
( يصرخ الخفير العوادلي في وجهه )
ـ هوه كده ان كان عاجبك ، عافية بقى ، و عليا النعمة كلمة تانية ما انته شايف التليفون ده شكله إيه ، إيه رأيك بقى ؟
( عندها يتراجع الرجل ، لكنه يتكلم بصوت خفيض بكلام غير مفهوم )
ـ بتبرطم تقول إيه يا ابن هنومة ؟
ـ بادعي لك ، الحق عليا ؟
ـ باحسب ، عارف لو كنت بتبرطم كده و الا كده ؟
( يتحرك شاب من بين الجموع يقترب من العوادلي ، يهمس في أذنه )
ـ أمي بتقولك انته ما عديتش عليها ليه عشان تاخد صينية البطاطس اللي عاملاها لك ؟ و بتقولك هي عايزة تكلم اخويا في العراق .
( يلتفت العوادلي إليه يهمس في أذنه )
ـ قولها حاضر بس شوية كده عشان زحمة دلوقتي ( يغمز بعينه ، ثم يرفع صوته ) أنا ما عنديش خيار و فاقوس ، أنا باقولك اهوه ، كل واحد في دوره ، يلا من هنا .
( ينصرف الولد ، يشير العوادلي بعصاه لإحدى النساء الواقفات )
ـ الست اللي هناك دي ، إنتي مين يا ست انتي ؟
ـ أني من أبو زعيبل .
ـ نعم ؟ زعيبل مين يا أم زعيبل ؟ يلا امشي مششت ركبك من بدري ...
( يذهب إليها يدفعها بقوة فتقع المرأة أرضا ، عندها تحدث ضجة بين الجموع )
ـ ما تسيبها يا عم عوادلي .
ـ يعني هي ما لهاش نفس زينا ؟
ـ يعني التليفون ها يخس ؟
( عندها يصرخ فيهم العوادلي )
ـ إياك أسمع نفس حد فيكم انته و هوه ، كل واحد فيكم ينقطنا بسكاته ، اللي متعاطف معاها يوريني نفسه ، الخدمة دي لأهالي كفر البلاص و بس ، يلا غوري في ستين داهية من هنا ، و أديني بانبه اهوه ، أي حد من أبو زعيبل أو أبو حطب يمشي من سكات أحسن له و إلا ها أسود عيشته و عيشة اللي جابه .
( تقف المرأة و ترحل و هي تبكي ، بينما ينسحب بعض الرجال و النساء من بين الصفوف ، و يعود العوادلي لينظم الصفوف )
......................
( بعد المغرب جلس الخفير ( التوابتي ) مع شيخ الخفر )
ـ كله تمام يا شيخ الغفر .
ـ عملت إيه النهاردة ؟
ـ زي ما أمرت بالظبط ، و كل حاجة متسجلة هنا في الورق ده .
( يخرج التوابتي بعض الأوراق و يناولها لشيخ الخفر )
ـ إوعى يكون حد شافك و انته بتكتب ؟
ـ هو أني أهبل ؟ أنا كنت باصنت من التليفون اللي جوه .
ـ طب اقرا لي اللي انته كاتبه كده .
ـ الواد حسن ابو خميس طلق مراته و كلم أهلها في البندر عشان يجو ياخدوا حاجاتها .
ـ و طلقها ليه ؟
ـ عشان ما خلفتش لغاية دلوقتي .
ـ و العيب من مين ؟
ـ كل واحد فيهم بيقول العيب م التاني .
ـ غيره .
ـ البت نحمده بنت أبو إسماعيل جاي لها عريس من أبو حطب .
ـ و اتلمت عليه فين الواد ده ؟
ـ كان معاها في المصنع بتاع المركز ، و جاي هو و أهله يوم الاربع عشان يطلبوها من أبوها .
ـ غيره .
ـ الواد حسان أبو جمعة أخوه باعت له ألفين جنيه من بلاد برة مع واحد صاحبه ، و ها يجيب له الفلوس بكرة الظهر .
ـ هو أخوه بيشتغل إيه هناك ؟
ـ بيقولوا مبيض محارة كبير قوي هناك ،
على فكرة الواد حسونة كان جاي النهاردة عشان يتكلم من عندنا ، بس التهامي طرده .
ـ طرده ليه إن شاء الله ؟
ـ عشان عندهم تليفون و جاي يتكلم من تليفون العمدة .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، و هو أنا قعدت أتحايل على العمدة لغاية لما عمل التليفون مجانا ليه ؟ بعد ما تخرج من عندي تروح تقطع السلك بتاع تليفون الواد حسونة ، و أني ها أنبه على التهامي إنه يسيبه يتكلم من عندنا .
ـ أمرك يا شيخ الغفر .
ـ و بكرة ها أخلي واحد م الغفر يعملهم شاي كمان .
ـ ما نجيب لهم سحلب و طاولة أحسن ؟ ( يضحكان ) أموت و أعرف لزمتها إيه المصاريف دي كلها ؟
ـ عمدة و عاوز يريح أهل بلده يا أخي ، و إلا يعني الكحكة في إيد اليتيم عجبه ؟ و بعدين ده كفاية إننا نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد .
ـ طب و التقارير اللي أني قاعد أكتبها دي ، أبويا العمدة عنده خبر بيها ؟
ـ لأ طبعا ، دي حاجة بيني و بينك بس ، و حسك عينك حد يعرف الموضوع ده ، و بعدين ما هو إحنا لازم نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد يا وله ، أمال ها نحافظ على أمن البلد دي إزاي ؟
ـ معاك حق و الله يا شيخ الغفر ، عاوز الصراحة يا شيخ الغفر ؟
ـ لا بنت عمها .
ـ كان نفسي دماغي تبقى و لو نص دماغك .
ـ ياد قول بسم الله ما شاء الله ، يلا روح عشان تنام ( يخرج بعض النقود من جيبه و يدسها في جيب التوابتي ) و بكرة إن شاء الله تطرطق ودانك على الآخر .
ـ مطرطقة و سالكة و مية مية إن شاء الله يا شيخ الغفر ، سلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .




( يتبع )


محمد سنجر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010, 11:45 AM   رقم المشاركة : [16]
محمد سنجر
الصورة الرمزية محمد سنجر
 

محمد سنجر is an unknown quantity at this point
عمدة كفر البلاص ( 16 )

( صرخة عالية شقت سكون القرية ،
تعلقت العيون و الآذان باتجاه الصرخات ،
فجأة انطلق أحد الغلمان فارا من بين أعواد الذرة ،
يمسك جلبابه بفمه و يهرول في اتجاه القرية يصرخ )
ـ روحوا يا هــــــــــوه ، ( السلعوة ) ظهرت يا جدعان .....
( تخونه قدماه الدقيقتان فيتعثر منزلقا إلى الترعة ،
يخرج منها زاحفا ، ما يلبث أن يعاود الفرار ،
اختلط الحابل بالنابل ،
النساء و الأطفال و الرجال يفرون في كل اتجاه )
ـ اهرب بسرعة ياد يا محمود .
ـ ما جايز كلب مسعور ياد يا حمودة .
ـ هو أنا عبيط و الا مختوم على قفايا ؟
بقولك أنا لسه شايفها في أرض أبوك محمد أبو اسماعيل ....
ـ يا داهية دقي .....
( محمود يفك الحبال التي ربط بها بهائمه ،
ينهال عليها ضربا بعصاه فتفر البهائم باتجاه القرية ،
يقفز محمود فوق حماره يهز قدماه بشدة ، يلوح بعصاه عاليا ،
صرخات الاستنفار تتصاعد هنا و هناك )
ـ استر يا رب ، انته لسه ما قفلتش يا عم حسنين ؟
ـ ما أنا بأقفل أهو ، ليكون ديب ياله يا حمودة ؟
ـ برضك ها يقولي ديب، بقولك ( السلعوة ) أنا شايف عينيها بعيني اللي هاياكلها الدود و هيه بتطق شرار .
ـ طب اجري بسرعة و بلغ أبوك العمدة ...
ـ عمدة مين الساعة دي ؟ يا روح ما بعدك روح ....
( يغلق عم حسنين باب دكانه الخشبي سريعا ،
يعلق قضيبا طويلا من الحديد عليه ،
يضع قفلا كبيرا و يفر هاربا )
ـ اجري استخبى يا وله انته و هوه بسرعة ، يا لطيف ، يا لطيف .
( تجري إحدى النساء تنتشل طفلها من فوق الأرض و تفر به ، تصرخ )
ـ يا بت يا سعاد ، ادخلي بسرعة يا بنت ال ........
( تدخل إلى منزلها ، تغلق الباب خلفها سريعا ،
طفل صغير يحاول الفرار ، فيسقط تدوسه الأقدام ،
يوقفه أحد الرجال ، يصرخ في الناس )
ـ الرحمة يا جدعان حرام عليكم .
( يجري الطفل إلى حارة ضيقة ، يختفي عن الأنظار ،
امراة تصرخ في ولدها )
ـ شفت أختك فين ياد يا عبوده ؟
ـ دخلت بيت عم أبو سليمان .
( الجميع يحاول الفرار )
ـ يا ساتر استر يا رب .
( ما هي إلا لحظات حتى ساد صمت مميت ،
جميع الأهالي يهرعون إلى ديارهم ،
جميع الأبواب تغلق بإحكام ،
العيون جاحظة تترقب خلف الأبواب و النوافذ ،
الآذان صاغية تتنصت ،
البعض صعد فوق السطوح يتابع المشهد من أعلى ،
يتساءل أحد الرجال)
ـ مش جايز تعلب و الا ديب و الا كلب مسعور يا جدعان .
ـ الواد حمودة بيقولك شايف الشرار طالع من عينيها .
ـ شيخ الغفر بيحلف على المصحف إن هي اللي أكلت كلاب العمدة أول امبارح .
ـ ده أبو شلبي لسه شايفها امبارح بالليل على جسر الترعة و هي بتسن سنانها يا جدعان .
( صرخة عالية تشق الفضاء )
ـ استر يا رب ، الصرخة دي جاية منين ؟
ـ دي جاية من ناحية دار أبو خميس .
( صوت الصرخات يقترب و يقترب )
ـ ده صوت عيل صغير ، يالطيف ، يالطيف .....
( تظهر من خلف البيوت طفلة صغيرة تصرخ و تجري إلى أحد الأبواب )
ـ الحقيني يا أمه ، الحقني يا آبا .....
( تدق الباب و تدق و لا مجيب ،
الجميع يتابع ما يحدث من خلف الأبواب و النوافذ و من فوق السطوح ،
تتعالى صرخات الأهالي ، تتزايد أصواتهم )
ـ يا ضنايا يا بنتي ، ربنا يكون في عونك .
( ينادي أحدهم من خلف الأبواب )
ـ بنت مين دي يا عالم ؟
( يرد عليه آخر )
ـ دي بنت حسين أبو حبيبة .
( البنت تبكي و تصرخ و لا مجيب ،
فجأة ،
تخرج ( السلعوة ) من بين أعواد الذرة ،
يتطاير الشرر من عينيها ،
سوداء حالكة اللون ،
يسيل من بين أنيابها لعاب السعار ،
تقف متحفزة ،
تتعالى صرخات الأهالي )
ـ حد يغيتها يا ولاد ، ما تفتح لها ياد يا مسعود .
ـ ما انته حلو اهوه يا له ، ما تطلع تاخدها انته يا ناصح ، و الا بس بق على الفاضي ؟
ـ و هو انا مستغني عن نفسي و عن عيالي ، دي سلعوة يا آبا ، عارف يعني إيه سلعوة ؟
( تتراجع البنت ملتصقة بالأبواب ،
نحيبها يمزق القلوب ،
دقات قلبها الصغير تتردد بين جدران البيوت ،
لحظات من الترقب )
ـ يا بلد ما فيهاش راجل ، مفيش حد يغيت البت المسكينة دي ؟
ـ و هي أهلها سايبنها ليه الساعة دي ؟
ـ فيه حد يسيب ضناه كده بالذمة ؟
( تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ،
تصرخ الطفلة و تصرخ حتى يبح صوتها ،
فجأة ينفتح أحد الأبواب ،
تخرج منه ( خضرة ) ،
ترفع في يديها عصا غليظة )
ـ ما تخافيش يا أمه ، ما تخافيش .
( تقف بين السلعوة و البنت الصغيرة ، تتعلق عينها ب السلعوة ،
تجري البنت لتتشبث بجلبابها )
ـ دي مين بنت المجنونة دي ؟
ـ دي البت (خضرة) أم لسانين .
ـ و الله بت بميت راجل .
( تتحرك خضرة بجنبها خطوة خطوة باتجاه بابها ،
تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ،
تفتح خضرة باب دارها بينما عينيها مازالت معلقة على السلعوة ، تدخل البنت من الباب مسرعة ،
عندها تقفز السلعوة على خضرة تحاول افتراسها ، إلا أنها باغتتها بضربة قوية بعصاها الغليظة على رأسها و صرخت )
ـ موتي بقى الله ياخدك .....
( تسقط السلعوة على إثر الضربة ، إلا إنها تهب ثانية لتهجم على خضرة فتباغتها بضربة ثانية و ثالثة ، و تصرخ )
ـ الله ياخدك ، الله ياخدك ....
( عندها تسقط السلعوة على الأرض لا تستطيع الحراك ، إلا أنها ما زالت حية ،
عندها نجد أحد الخفر (العوادلي) يخرج من خلف أحد الأبواب ،
يصرخ )
ـ إلحقنا يا شيخ الغفر ، إلحقنا يا شيخ الغفر .
( عندها يخرج شيخ الخفر يحمل بندقيته ، يصوبها ناحية السلعوة ، و يطلق عليها النار ،
عندها يصرخ ( العوادلي )
ـ الله أكبر ، الله أكبر ،
شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد .
( عندها يتردد صوته في الفضاء )
شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد .


( يتبع )


محمد سنجر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 PM.

..[ جميع الآراء والأفكار المطروحة تعبّر عن كاتبها , ونحن كـ إدارة نخلي مسؤوليتنا ]..

Powered by vBulletin® Version 3.6.7