اخر عشرة مواضيع :        


العودة   منتديات جنّة الروح الأدبية > .,؛,. شُرفات الأرواح .,؛,. > معلقات الأرواح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2007, 10:01 AM
الصورة الرمزية وريد
وريد وريد غير متصل
أمل مفتعل
 


وريد is an unknown quantity at this point
"ضيفة الله"




الإهداء

لـ الأحلام التي خانها الوقوف

فــ ظلّت تحبوا.

.
.




"ضيفة الله"


لو كان المرض رجلا، امرأة سيّان لقتلتهما.. الشعور بأن تكون خائرا بعد قوة يضاعف من وجعك ويثقل كاهلك، تتلمس هشاشتك في أبسط الأشياء، تجد أن عملا كـ ربط خيوط حذائك أو ارتداء ملابسك يتطلب جهداً بالغاً في حين كان هذا في وقت عافيتك عملا لا تحسب له أدنى فكرة.

المريض ضيف الله، أتذكر هذه المقولة على لسان والدتي التي طالما واستنا بها أيام مرضنا. أن تمرض وأنت تعلم أن مرضك لن يطول أكثر من مسافة حمّى عابرة أو منعطف لــ رشح خفيف، أمر تتعايش معه وتتقبله بتلقائية جُبلنا على طبيعتها في الحياة.

أختي الضيفة الدائمة لدى الله اعتادت أيضا بدورها على التعايش. عندما نولد ونبصر محيطنا بكل شخوصه ومكوّناته لا نفكر في التساؤل لِما هذا المجنون في القرية؟ أو لِما جدتي ضريرة؟ كيف أصبح أبي أعرج؟ تصبح كل هذه الأسئلة غير واردة لأننا أتينا إليها هكذا ولم نكن نعلم أن المجنون كان عاقلا، ولا جدتي كانت مبصرة، ولا أبي كان صحيح الجسم، هكذا رأيت أختي صفيّة ولم يتبادر لذهني أنها تعاني مرضا ما.

أبصرتٌ وأنا أحبو معها في فناء البيت، نقطع معا المسافة من الحجرة التي ننام بها لـ المسبح الملاصق لبيت الخلاء الواقع في آخر الفناء، كانت تحمل معها سجادتين تفرش الأولى على التراب باتجاه قصدها وتقوم بالحبو عليها حتى إذا وصلت لآخرها فرشت السجادة الأخرى وطوت الأولى لتعيد الكرّة حتى نصل فـ تقوم بغسلي وتنظيفي وهي تلاعبني وتلاطفني ثم نعاود الرجوع حبوا للحجرة. لا أدري كيف كبرتٌ عنها بسرعة؟ هكذا وجدت نفسي أمشي فجأةً. أجري، أقفز، أركب الدرج وأنزل بكل عفوية، أما صفيّة فما تزال على عادتها، حين تريد أن تصعد الدرج تخلع نعليها لتلبسه في كفّيها اللتان تضعهما على العتبات الأولى، الثالثة أو الرابعة تقريبا ثم تقوم بجهد بالغ برفع ساقها اليسرى عاليا ثم تهوي بها على العتبة الأولى وهكذا تفعل برجلها اليمنى حتى إذا استقرّت رجليها على العتبة الأولى، صعدت بيديها عتبه أخرى، تكرّر هذا العمل الشاق حتى تصل للدور الثاني، رغبةً في مشاهدة التلفاز الذي لم نكن نمتلك غيره. أتذكر حين جلب أبي آلة تصوير فوريّة وبدأ في التقاط الصور لنا، كنّا نقف والابتسامة تلعب كيف تشاء في شفاهنا فاجأتنا صفيّة برغبتها بأخذ صورة لها وهي واقفة، وقفت بعكازيها خلف النافذة التي تتدلى منها ستارة كخلفية مشجّرة، ألقت عكازيها، أختل توازنها قليلا فشدّة الستارة بيديها للأسفل وابتسمت على خوفٍ من السقوط ، وتم لها ما أرادت صورة أشبه بدمية سُنّدت على حائط وتُركت دون استواء.

نعتاد على المأساة فتكون غير ذات فاجعة بالنسبة لنا، أصبحتُ أتململ من طلبات صفيّة التي لا تنتهي، أحضر لي كوب وملعقة، أشعل الإضاءة، أوصلني للمستشفى، حين تكون مقعدا تكتشف بحق ذل الحاجة للآخرين، رغم أنّي كنت أتأفف دائما إلا أنها في كل مرة تغضب مني تعود لمصالحتي، تدفعها الحاجة أن تتنازل عن كثير من حقها الإنساني في أن تكون مكتملة الكرامة. لم تكن صفيّة من النوع اليائس من الحياة، وجدت لها وظيفة يدويّة في شركة ما، لكنها سرعان ما تقاعدت لكثرت المرض الذي بدأ يتكاثر كـ الأرانب ويخلّف حفرا نفسية سحيقة لا يمكن ردمها.


تزوجتٌ، وكم أحزنني أنها دفعت لي مبلغاً كانت قد حصلت عليه لتباشر علاج التآكل في الألياف الذي بدأ يقضم بِشرهٍ في يديها. حين رفضتُ في البداية أن آخذ هذا المبلغ بكت كثيرا ولم تهدأ إلا حين أخذته منها. صفيّة لها قلب كبير وأفكر الآن وأنا قد عشت حياة الزوجية: أين تختبئ الأنثى المشتهاة في صفيّة؟
أين يضيع كل نبضها؟
حين انفصلتٌ بعد عامين عن زوجتي لم استطع الاستمرار طويلا دون أن أفكر في الزواج من أخرى، نحن الرجال لا نستطيع الصبر دون نصفنا الآخر، أتعجب من صفيّة تفقد نصفين، نصف ذهب به شلل الأطفال ونصف آخر ذهب به رجل لن يأتي أبداً، وما تزال صابرة أو ميّتة، الله وحده يعلم.

.

اخر مواضيعي

 
0 فلسفة حذاء..
0 "ضيفة الله"
0 "ضيفة الله"

رد مع اقتباس
قديم 08-02-2007, 10:59 PM   رقم المشاركة : [2]
جَنّةُ الشَرقِ
قُطعَة سُكّر في فَمهِ
الصورة الرمزية جَنّةُ الشَرقِ
 

جَنّةُ الشَرقِ is an unknown quantity at this point
ربّما كون الإنسان دونَ عيوب -خُلقية- على رغم أنّ بني البشر
تَكسو ملامِحَهم العيوب الجمّة
لكن ذلكَ لـا يُحيل رَغبته عن إيتاء الحياة كامِلة
بدأ من إشباع الغرائز الفطرية
وإنتِهاء بسجل مليء بالخَطوات -للوراء /للأمام - لـا يهم

لكّن ضَيف الله
إنسانٌ مُبتلي
سَلبتهُ الحياة نِصفه وتركتهُ يتخبط بنصف جَسد ونصف روح أيضاً
ضَيف الله
كَبيرٌ بِـ هم
صَغيرٌ بقوة
وضَعيفٌ بقيدٍ لـا ينفكُ عن قبضتهِ المُحكمة حول معصمه

ولدي إيمانٌ مِدادهُ عُمري الفاني
أنّ ضيف الله يتخلى وبسهولة عن كبائر الرغبات التي
من المُحال أن يعتَكِف الإنسان الطَبيعي دون مُمارستها
ربّما نسأل/تتفاقم معاجم الإستفهام في ذاكِرتنا
لكّن الضيف يَعيش ويَنظر بأكثر من عيناي وبَصيرتهُ إما تَضيق عن محور البَشرية
وإما تَتسع إلى حد اللا إستشعار لقيمة ما يُشكل القيمة الكُبرى لدى ذوي العافِية

وَريد
زاوية مُضاءة بكَ/كِ
سرّني التأمل مطولاً على العَتبة حيثُ أنت/أنتِ

ود

,,


جَنّةُ الشَرقِ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-03-2007, 05:18 PM   رقم المشاركة : [3]
وريد
أمل مفتعل
الصورة الرمزية وريد
 

وريد is an unknown quantity at this point
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جَنّةُ الشَرقِ مشاهدة المشاركة
ربّما كون الإنسان دونَ عيوب -خُلقية- على رغم أنّ بني البشر
تَكسو ملامِحَهم العيوب الجمّة
لكن ذلكَ لـا يُحيل رَغبته عن إيتاء الحياة كامِلة
بدأ من إشباع الغرائز الفطرية
وإنتِهاء بسجل مليء بالخَطوات -للوراء /للأمام - لـا يهم

لكّن ضَيف الله
إنسانٌ مُبتلي
سَلبتهُ الحياة نِصفه وتركتهُ يتخبط بنصف جَسد ونصف روح أيضاً
ضَيف الله
كَبيرٌ بِـ هم
صَغيرٌ بقوة
وضَعيفٌ بقيدٍ لـا ينفكُ عن قبضتهِ المُحكمة حول معصمه

ولدي إيمانٌ مِدادهُ عُمري الفاني
أنّ ضيف الله يتخلى وبسهولة عن كبائر الرغبات التي
من المُحال أن يعتَكِف الإنسان الطَبيعي دون مُمارستها
ربّما نسأل/تتفاقم معاجم الإستفهام في ذاكِرتنا
لكّن الضيف يَعيش ويَنظر بأكثر من عيناي وبَصيرتهُ إما تَضيق عن محور البَشرية
وإما تَتسع إلى حد اللا إستشعار لقيمة ما يُشكل القيمة الكُبرى لدى ذوي العافِية

وَريد
زاوية مُضاءة بكَ/كِ
سرّني التأمل مطولاً على العَتبة حيثُ أنت/أنتِ

ود

,,

الشفيفة جنة الشرق

لا أختلف معك بما خطه مداد قلبك أولا

ثمة دماء غير مرئية كما يقول عبد خال

اقتباس:
ولدي إيمانٌ مِدادهُ عُمري الفاني
أنّ ضيف الله يتخلى وبسهولة عن كبائر الرغبات التي
من المُحال أن يعتَكِف الإنسان الطَبيعي دون مُمارستها.
السؤال يا جارة السماء هل نتخلى برغبتنا ؟

الأمور المفروضة لا يمكن أن نقول عنها تخلّي!

حين نملك الاختيار يصبح الأمر مختلف، مختلف جدا

الإنسان هذا الكائن العجيب يتعايش مع أقسى الظروف

فقط عندما يرغب بذلك. وذلك ليس سهلا أبدا.

لـ حضورك الذي أسعدني
كثير من امتنان
دمتِ مجلّلة البياض كـ دائما


وريد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2007, 07:52 AM   رقم المشاركة : [4]
ميّادة زعزوع
[..ابتسامة تمارس البكاء..]( مؤسسة الجنة )
الصورة الرمزية ميّادة زعزوع
 

ميّادة زعزوع is an unknown quantity at this point
..
..

عزيز

ضيفة الله جعلتني أمارس البكاء مرتين
هنا وهناك , وفي كلّ مرة أتلوها أعود وكأنها أوّل مرة !



التوقيع


ترفّع بقلمك ففي العالم الكثيييير مما لم يُقرأ بعد !
,

www.mayada.cc
ميّادة زعزوع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2007, 12:09 PM   رقم المشاركة : [5]
روحــ
الصورة الرمزية روحــ
 

روحــ is an unknown quantity at this point
مبكية جدًّا

أحيانـًا أعتقد بأن هؤلاء محظوظون لأنهم نزلوا ضيوفا على أكثر البيوت كرمــًا
طهرهم لا يكدره شيء من صغائر الدنيا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جَنّةُ الشَرقِ مشاهدة المشاركة
أنّ ضيف الله يتخلى وبسهولة عن كبائر الرغبات

,,
بل هو يستسلم لقدره


:::::::::::


دمتَ كما تحب


التوقيع

صَباَحِيِ بِكَ " أطيبْ " ..!
روحــ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2007, 08:47 AM   رقم المشاركة : [6]
وريد
أمل مفتعل
الصورة الرمزية وريد
 

وريد is an unknown quantity at this point
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميّادة زعزوع مشاهدة المشاركة
..
..

عزيز

ضيفة الله جعلتني أمارس البكاء مرتين
هنا وهناك , وفي كلّ مرة أتلوها أعود وكأنها أوّل مرة !

ميادة يا زهرة الصباح

نمارس البكاء حين نبصر، نشعر

لذا بكائنا دائم..

.
.

ابتسامتك تشبه المغفرة

ودّ لا ينفد


وريد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2007, 08:55 AM   رقم المشاركة : [7]
وريد
أمل مفتعل
الصورة الرمزية وريد
 

وريد is an unknown quantity at this point
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روحــ مشاهدة المشاركة
مبكية جدًّا

أحيانـًا أعتقد بأن هؤلاء محظوظون لأنهم نزلوا ضيوفا على أكثر البيوت كرمــًا
طهرهم لا يكدره شيء من صغائر الدنيا



بل هو يستسلم لقدره


:::::::::::


دمتَ كما تحب
يا قزحيّة الــ روح

محظوظون..!!

وما الحظ غير سكّيرا أعمى يهيم في الطرقات

وما أن يصطدم بأحد حتى يقال عنه محظوظ

.
.

ولكن هل الحظ في أن نفقد أنصافنا وإن كان حظ

فهل هو سيء أم جيد؟

.
.

فرق كبير كما تعلمين بين أن لا يملك الخيار في الاستسلام لقدر ما

وبين أن يكون كــ سائر الناس له حق الاختيار.

.
.

أورقني حضورك

ودّ وكثيرا


وريد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 PM.

..[ جميع الآراء والأفكار المطروحة تعبّر عن كاتبها , ونحن كـ إدارة نخلي مسؤوليتنا ]..

Powered by vBulletin® Version 3.6.7