اقتَرَفتُ الحبَّ ذَنبًا
------------------
كنتُ في ما فاتَ من عُمري خلِيّا
لم أكن أشكو من الآهاتِ شَيّا
كنت كالعصفورِ في حالي طليقًا
وكزهر اللّوزِ منتَعِشًا نديّا
قانعًا بالعَيشِ، لا أهوى عذابًا،
مُبعِدًا عن زحمَةِ الكَونِ، قََصِيّا...
فأطلّت في سمائي ذاتَ لَيلٍ
نجمةٌ من بينِ نجمات الثريّا،
ذات وَمضٍ ليسَ كالومضِ، ولكن
ومضُها قد فاق كلَّ الومضِ غِيّا
شاغَلَتني، داعَبَت أوتارَ قلبي
ألهَبَتني، دبَّت النيرانَ فيّا..
صرتُ أقضي الليلَ مُرتَقبًا سناها
صِرتُ أطوي الوقتَ ملهوفًا شَقيّا
صِرتُ، إن حجَبَت غيومٌ وجه نجمي،
سالَ دمعُ العَينِ مِدرارًا سَخيّا..
وأنا ما كان لي عهدٌ بدمعٍ
كان دمعي في الملمّاتِ عَصِيّا
باتت الأجرامُ والأقمارُ صَحبي
صرتُ أعرِفها وتعرفني مليّا،
أصبَحَتْ تعرفُ عني كلَّ شيءٍ
باتَ سرّي عندَها أمرًا جليّا
حدَّثت عني.. فقالت ذاتَ يَوم
إنني بالحُبِّ أصبَحتُ بليّا
أوقَعتني نجمة ٌ منها بفَخٍّ
فاقترفتُ الحبَّ ذَنبًا أبَديّا..!