اخر عشرة مواضيع :        


العودة   منتديات جنّة الروح الأدبية > .,؛,. أدب الأرواح .,؛,. > جنّة الكتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2008, 05:53 AM
الصورة الرمزية هديل العبدان
هديل العبدان هديل العبدان غير متصل
 

هديل العبدان is an unknown quantity at this point
التكثيف الدلالي في القصر السّردي

عند قراءتنا لنصّ أدبي ما، فإننا لا نقف دائماً أمامه خاضعين تماماً للكاتب، إنما قد نختلف معه وقد نتفق أو قد نأخذ مأخذ آخر تماماً في فهم المقروء، وهنا يتّضح الفرق بين " تفسير النّص " و " تأويله " ، فالتفسير يكون في شرح مؤطّر بذات المعنى الوارد، إنّما التأويل عبارة عن الخروج والبحث عمّا وراء النص .. عن مدلولات أخرى يحتملها المعنى أو تخرج عن الفكرة قليلاً لأخرى.

عند الدخول في النصوص الأدبية فإننا سنقابل ثلاثة أنواع للنصوص .. مباشرة، رمزية، مايحتمل الإثنين، وجميعها تخضع لشكلين أدبيين، أحدهما مفتوح [ وهو الرمزي أو القريب له ] وهو مايحتمل الدلالات الواسعة دائماً، والآخر مغلق [ وهو المباشر] الذي لا يحتمل – غالباً – مدلول أو معنى أكثر مما كُتب داخله.

وعندما نمسك نص أدبي مغلق، ونحاول كتابة قراءة عليه، فإننا سنواجه مشكلة التكرار .. لأننا لن نأتي بجديد!، سنبدو وكأننا نعود و [ نفسّر] نفس فكرة الكاتب لكن بلغتنا الأخرى فقط، بينما عندما نقوم بقراءة النص الأدبي المفتوح فإننا سنبحث عما يقع خلف المكتوب وننبش فيه، وقد نخرج باحتمالات كثيرة.

إن التغير في وظيفة الأدب ودخول الحداثة عليه، كان أحد وسائل التجديد الأدبي، وهذا لا يعني بالضرورة انسلاخه من شكله القديم، ولكن هذا التجديد دعى بالضرورة إلى تغيير عاداتنا في قراءة النص الأدبي لتغير مواجهاتنا الأدبية مع النصوص الجديدة، وهذه النصوص الجديدة لن تكون منفصلة عن القديمة منها .. قد يختلف مسماها .. وبعض أغراضها ..ولكن ستبقى المرجعية فيها دائماً إلى ماكانت عليه في شكلها القديم.

ولكن هذه الرؤية يبدو أنها لم تتضح تماماً عند بعض النقاد حينما رفضوا دخول فن [ القصة القصيرة جداً ] كأحد فنون القصة، وربما يعود ذلك إلى عدم تصالحهم مع فكرة الحداثة الأدبية، الغريب أن فكرة القصة القصيرة جداً لم تُستحدث قريباً، إنما كانت متواجدة منذ القدم في القرآن الكريم والأحاديث النبوية والطرف، غير أن ما تجدد منها فقط التسمية، إذاً أثر الحداثة عليها .. في مسماها.

يقول جابر عصفور عن فن القصة القصيرة : [لا يبرع فيه سوي الأكفاء من الكتاب القادرين علي اقتناص اللحظات العابرة قبل انزلاقها علي أسطح الذاكرة‏,‏ وتثبيتها للتأمل الذي يكشف عن كثافتها الشاعرية بقدر ما يكشف عن دلالاتها المشعة في أكثر من اتجاه ]، فإذا كان هذا عن القصة القصيرة، فكيف إذاً بالقصيرة جداً؟.!

إن تقليل سرد حدث، شخوص، زمان، مكان، أصعب بكثير من الإسهاب في كتابته، وكلمة واحدة على الأقل قادرة على تغيير النص وحتى على نزع رؤيته، لذلك فليس كل روائيّ قادر على كتابة قصة قصيرة، وليس كل من كتب قصة قصيرة قادر على كتابة القصة القصيرة جداً.

القدرة على التكثيف الدلالي بحاجة إلى براعة كبيرة في النص من الكاتب، مما يؤدي إلى تعددية الاحتمالات والتأويل في النص، وهذا – غالباً – يؤدي إلى حضور الرمزية في النص حتى وإن كانت غير مكثفة.

و لا ننسى الإشارة أيضاً إلى أن واقع الحياة الآن يسير بخطى سريعة جداً، حتى القاريء لم تعد لديه القدرة القديمة على قراءة نص طويل، لذلك فهي تتطلب الاختصار، وجاءت القصة القصيرة جداً ملائمة معه ، ولكن يجب تشديد الضوء على أن [ الرواية، القصة القصيرة، القصة القصيرة جداً ] كل منها فن قائم بحد ذاته له كُتّابه.. وقُرّاءه .. ومتذوقيه .. لذلك فلا يمكن لأي منها أن يلغي الآخر.

إن القاصة " دعاء زيادة " في مجموعتها القصصية [ السيب ] الصادرة عن دار المفردات في عام 1427هـ - 2006م، جمعت 38 قصة لها تتراوح مابين القصيرة .. والقصيرة جداً، كان الجزء الأخير من المجموعة هو مااحتوى على القصيرة جداً منها.

الفكرة :
بعض القصص القصيرة جداً كانت مدهشة بفكرتها كـ " البلورة " غير أنها قتلتها في آخر كلمة أو اثنتين منها بنهاية عادية!، وأخرى كانت مذهلة بكل تفاصيلها القصيرة جداً حتى آخر كلمة منها والتي أدهشت فيها القاريء وسلبته للعمق تماماً كـ " سارق التوت "، ولكن بعضها جاء عادياً منذ بدايته حتى نهايته حتى أن اللغة لم تشفع له بأن يكون أكثر من ذلك كـ " دعوة حمراء "، غير أنها أيضاً في قصة " خيزرانة " بدت مقتضبة تماماً! كأنها قصة ناقصة لم تكتمل.
أعجبني استخدامها للبدايات المعلقة والتي تبدو كأنها تكملة لقصة سابقة أو حكاية قديمة كما في " انتظار " و " كان مني " و " مسبح وردي " و " راءة سوداء " و " خديعة " و " خلصت الحدوتة ".

اللغة:
لم تكن رمزية، ولا مباشرة، لا متكلفة، ولا بسيطة، كانت تحمل المابين وبين في كل ماسبق، أما بالنسبة للوصف والتشبيهات فذكرها لبعض التفاصيل كانت مدهشة، وكلنها في البعض الآخر جاءت جامدة .. غير مبتكرة .. عادية .. وكان عدم ذكرها أفضل للنص وقد يخدمه كثيراً، ولكني استغربت بعض الشيء من التفاوت في المستوى الكتابي ما بين قصة وأخرى في نفس المجموعة، وقد بدا تفاوت كبير جداً بين بعضها مما جعل فكرة وجود فترة إثرائية فارقة بين كتابة بعضها.

العنوان:
[ السيب] كان وصف دقيق تماماً للضيق في القصص داخل المجموعة، أما عناوين أغلب القصص لم تكن ببراعة القصص نفسها وكانت بحاجة إلى نظرة أعمق لأجلها، فهي أيضاً كانت تصف بعض القصص وصفاً مختصراً بالعنوان، وتبدو كأنها بعدما كتبت القصة التفتت إلى عنوان يحكي عنها ببساطة.

دعاء زيادة كانت في القصص القصيرة أفضل بكثير من القصيرة جداً، لإنها تعتمد في أسلوبها كما هو واضح من المجموعة على الوصف الدقيق لكلّ حركة أو حدث في سردها مما يستنهلك منها أحياناً في اللغة أو الفكرة وهذا ما لا يجب أن يحدث في القصص القصيرة جداً.
التوقيع







أتدرك أنّي كلما بكى طفل في الجوار، تحسست بطني؟*





اخر مواضيعي

رد مع اقتباس
قديم 11-30-2008, 03:02 AM   رقم المشاركة : [2]
روح جاي
 

روح جاي is an unknown quantity at this point
قال احد الشعراء :-


في رأسي فأرة . . .، !

قد تنمو . . . وتصبح فكرة ، . . !!


" لقد انتهى وقتي وكنت احسب اني المستطيع بثمن بخس ان اكتب في منتديين في ليلة واحدة
لذا وضعت مقدمة القصيدة لتذكيري بما كان يجول في خاطري وما كنت انويه كتابةً
وإلى وقت قريب حين اراكم واكمل ما بدأت،


روح ج


التوقيع

كان عليه أن ينسى كل ما عرف،
كان عليه أن يمر ألأرض بأحلامه دون أن يقف، ( آينآرآ )
روح جاي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:07 AM.

..[ جميع الآراء والأفكار المطروحة تعبّر عن كاتبها , ونحن كـ إدارة نخلي مسؤوليتنا ]..

Powered by vBulletin® Version 3.6.7