|
|
|
#1
02-11-2008, 09:43 AM
|
||||
|
||||
|
أرباح الربع الأول لـ يوم انسان
كان آخر عهده بالليل حلماً غير واضح المعالم , انتشله من ضبابيته صوت الحق وهو يعلو .. حلماً تبخر مع تفتح العين على الوعي ..... لم تعد الصباحات ملأى بتغريد عصافير أيقظ الغناء في مناقيرها نسيم الفجر .. تبدل الحال , أنسام الفجر غدت عوادم سيارات تلهث وراء هدف وتغريد العصافير أضحى أبواقها المزعجة وهي تحاول تخطي الوقت ...... مع ابريق الشاي امتدت يده لتوقظ صحيفة نامت أوراقها منذ اشتراها ..يتصفحها في ملل , لا جديد ..الأخبار هي الأخبار والتغيير فقط في العناوين ..يتناول الملحق الثقافي لعله يجد فيه ما يدغدغ الأحلام ويستفز المشاعر , يرتطم بفجيعة نص شعري لا أثر للشعر فيه , كأنه تيه بني اسرائيل نقطة النهاية هي البدء .... يلوّح بالريموت في اتجاه التلفزيون الصامت في حضرته كـ خليفة يمسك بصولجان الحكم .. يأذن له بالحديث وتُطل من نافذة الجزيرة ( إلسي أبي عاصي ) لتنثر أمامه ما استجد من أخبار هذا العالم غير السوي . يحتار في أمر هذا الوجه الجميل ..هل يتابع حركة أهداب عينها أم يتابع ثغرها وهو يقذف بالأخبار المزعجة ..تضاد وتنافر. وجه جميل هو بيد أنه الوجه المناسب في المكان غير المناسب ..ما علاقة هذا الوجه المضيء بمعاني الحسن بأخبار الموت والجوع والخوف في العراق وفلسطين والصومال وافغانستان , ما علاقة هذا الوجه المشع بالحياة وتلك المناطق المنكوبة بوطأة القدم الامريكية المتوحشة ..أمريكا لا تعادي الاسلام فحسب بل تعادي الانسانية التي تقف في وجه أطماعها الامبريالية ..هي العدو مهما حاول المنافقون من بني جلدتنا اضفاء صبغة النبل والجمال على وجهها القبيح ... يلملم أشياءه ويرتدي ثيابه ليبدأ مرحلة الدوران حول طاحونة الحياة , يأخذ طريقه نحو العمل ..يُسلم أذنيه لموجات الراديو في محاولة للهرب من ضجيج الشوارع ويبحث عن أغنية يرتمي في هدوئها ..يتوقف البحث عند الاذاعة المحسوبة على وطنه ولا رائحة فيها تدل على عبق هذا الوطن .. ( بننتئل هلا ..فينا نئول ..شكراً لـ إلك ...الخ ) ..بين توني ونيكول ضاع أثر الأعرابي الذي أنشأها ..ليلة الزواج فعّل ذلك الأعرابي مقولة ( منك المال ومنها العيال ) ولكن العيال أخذوا جينات أمهم المارونية ولم يرثوا من صفات أبيهم شيئا . إلى الطاحونة المسماة مدرسة يصل , يلتقي بصغار القمح ويلقي بهم في طاحونة العلم البدائية ..تدور الطاخونة وهو معصوب العينين , سخف المعلومات التي يقدمها يعود رجعها ضحكات من الطلاب على سذاجة الاسئلة : ما وسيلة الحركة عند الطائر ؟ ..على أي شيء يتغذى الأسد ؟ ..أذكر اسم طائر يبيض ..ما فائدة الأسنان ؟ يقتحم عليه الفصل معلم وبلا استئذان _ يوسف ..ما المضاعف التاسع للعد 99 _ 981 _ ولكن في رياضيات الصف الرابع مكتوب 264 _ خطأ ..كيف غفل عنه المراجعون وهم ليسوا بواحد _ جل من لا يسهو _ ذات يوم ..وضع أحد المعلمين سؤالاً خاطئاً في امتحان مادة وحين اكتشفت ادارة التعليم الخطأ استدعت المعلم للتحقيق عدة مرات وكأنه مطلوب لأمن الدولة .. _ والمعنى _ لماذا لا تحاسب وزارة التعليم هؤلاء المراجعين أم أنها شديدة العقاب علينا وغفورة رحيمة عليهم ! , , يتبع يوسف الحربي
|
|
02-12-2008, 11:17 AM
|
رقم المشاركة : [2] | |
|
أبعَدٌ بـِ .. كَثِير ْ
 |
ابن المدينة إلى أن تكمل حديثك و تكتمل فصول الرواية سوف أجيب على سؤالك : _ لماذا لا تحاسب وزارة التعليم هؤلاء المراجعين أم أنها شديدة العقاب علينا وغفورة رحيمة عليهم ! ( لم نخبر نفع الذيب للشاة ) أكمل يا يوسف لأنني أعتقد أن بجعبتك الكثير... دمت بخير |
|
|
||
|
|
|
02-13-2008, 01:53 PM
|
رقم المشاركة : [3] | |
|
( أراد أن يقول شيئا .. )
|
اقتباس:
محبتي والتقدير |
|
|
||
|
|
|
|
02-13-2008, 01:54 PM
|
رقم المشاركة : [4] | |
|
( أراد أن يقول شيئا .. )
|
يخرج من عمله متعباً رغم اللا عمل الذي يؤديه , يخرج كأنه سجين عانق حياة الحرية بعد طول قيد , زحام في الشارع على غير العادة , اشارة المرور تغمض عينها وتفتحها ولا أمل في الخروج قبل أربع أو خمس محاولات ..ما الذي حصل ؟ قيل أنهم أوقفوا الحركة في مسارات ثلاث لأن الرابع كان مشغولاً باحتضان موكب حرم رئيس دولة طناشستان ..تتعطل مصالح الناس من أجل شخص ينتمي لبلد لا مكان لها من الاعراب ..روتين أعمى لا يعرف التصنيف ! أخيراً يندفع السيل ويجتاز سد الاشارة ليكون هو أحد زبَده ..يصل مسكنه , يجده غارقاً في الظلام والشمس ماتزال في كبد السماء ..ما الأمر ؟ ..يكتشف أن شركة الكهرباء هي من قطع التيار رغم أنه أطعم فاه البنك قيمة الفاتورة قبل الفصل بـ 17 ساعة يهمّ بالذهاب لشركة الكهرباء ويستطلع الأمر ولكن تذكّر أن صديقه مصطفى السوداني لديه المفتاح الذي يعيد التيار كما كان ..يتصل به ولا حياة ..جواله اتصالات وجوال السوداني موبايلي والاتصال بين هذه وتلك ضرب من المستحيل ..حرب قذرة بين شركتين تزعمان خدمة المواطن ! أين مفتاحك السحري يا مصطفى ؟! ..في بلدان العالم الثالث اتباع الأنظمة مجلبة للمتاعب وفي اختراقها راحة ..كيف للشركة أن تعلم بأني قد أعدت التيار وهي غارقة في أنظمة بدائية ! يرتدي متاعبه ثانية ويذهب لشركة الكهرباء ويعرض مشكلته _ لسنا معنيين بهذا الأمر يا أستاذ _ والحل _ اتصل على 933 _ حسنا .................... _ الو ..من فضلك ..لقد فُصل عني التيار اليوم علماً بأني سددت المبلغ البارحة _ البنك لا يرسل البيانات قبل 48 ساعه من السداد _ وما الحل الآن ؟ _ هل لديك إيصال بالمبلغ _ نعم _ سيأتيك المندوب ليعيد التيار ثانية أوكل الأمر لأخيه في متابعة الأمر وذهب لمسكنه خائر القوى ..أسلم همومه للوسادة وسط الظلام المحيط , بصيص من ضوء يخترم عتمة النوم حلما ..ما أحوجنا للأحلام في حقيقة الوعي القاسية ..ورحل مع الأحلام بعيدا ...بعيدا , بعد سبع ساعات من فصل التيار عادت حياة الضوء تدب في أوصال مسكنه يوسف الحربي |
|
|
||
|
|
|
 |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
العرض العادي
|
|
الساعة الآن 12:55 PM.
|
..[ جميع الآراء والأفكار المطروحة تعبّر عن كاتبها , ونحن كـ إدارة نخلي مسؤوليتنا ]..
Powered by vBulletin® Version 3.6.7
|
