التيــــه ( ثانيـةً )

زوربا · #1 10-02-2006, 02:50 PM

في رمالِ التيه في سينا..
قضينــا
وانتهينا،

عندَ سفحِ الطورِِ لاحتْ
ومضة ناءتْ وغابتْ
علّـنا.. قد نهتدي سفحَ السماءِ!
غيرَ أنّـا
ما اهتــدينا!

فوقَ أخشابِ الصليبِ الدامياتِ..ِ
رفرفتْ كالروحِ ثكلى
خرقةٌ ملأى دموعاً
أُهرقتْ من مقلتينا!

حزنُ يعقوبَ اصطفانا!
وحشةٌ من يونسٍ قد عشّـشتْ
فينا دهوراً
فبنينا ،

كعبةً للحـزنِ في تلكَ الأقاصي
فارتوتْ
من زمزمٍ للحرفِ رقراقٍ
تدفق هادئا
يمشي الهوينى

أُسرجُ الريحَ .. بُراقاً
علّـني في مستقرٍ
( أو مفرٍّ )
سوفَ أبقى
ما تبقّى
أحملُ البحرَ اشتعالاً
فوقَ صدري
واللظى يعلو اتقاداً،
في فضاهُ،
و.. مجونا

مثلَ أفلاكٍ سأجري
في مدى العمرِ..
وأمضي
أزرعُ الأيامَ شوقاً
دامعاً قهراً ، حزينا

يا لِــسينا !
كمْ ترامتْ
وتهادتْ
في مدى الأيامِ حتّى
ربما - قصداً - نسينا
أنّـنا من كلِّ فجّ موغلٍ..
منْ بينِ أعلامِ النواصي قدْ أتينا

ويحَ عمري
هلْ نلاقي ما أضعنا
وصنعنا..
أمْ تعودُ ، الفجرَ تحبو
مثل طفلٍ ،
خالياتٌ
حانياتٍ
كالقضا.. ترنو إلينا

كلّ يومٍ مرّ ماتَ..
والبقايا شاهداتٌ
دارساتٌ في الفلا
تدعو علينا!

كيف ضاعتْ؟
مَنْ سباها؟
من بِـنا قدْ أجّجَ الرملَ ارتحالاً
( وانتحالاً )
في بوادٍ كي نبـيــتَ العمرَ نمضي
تائهينا..

[movet=right]زوربـــا[/movet]