ثــــر/ثرة فَـ..حسب ..,

[ميّادة زعزوع]

..
..




هي حكايا تعبر في الدنيا .. وتستوطن الذاكرة !

شاركوني

[ميّادة زعزوع]

في الوقتِ الذي اعتقدَتْ فيهِ أنّى أوّل المواسين لها في وفاته, بقيتُ في آخر الصفّ أنتظر فرجاً من آلي, ورحمةً من ربّ العالمين بِـ..أن يمنحني فرصة لأكون قربها .. لو فرصة واحدة ة ة !
كانت تعامله بِـ..قسوة تؤلمني دائماً .. كان يُعاني من السكري .. ومزاجهُ يتقلّب في اللحظة الواحدة ألف مرّة , مدلّلته أختها الكبرى, التي كانت تغار منها جدّاً !
رحل مخلّفاً وراءه ثلاث نساء, زوجته وابنتيه, شاء الله أن يموت بين يديها هي .. لا بين يدي مدلّلته , ربّما لأنّها أشدّ تحملاً, قبل أيّام وصلني خبر وفاته .. أصبتُ بهستيريا ما .. لأني سمعت يقيناً "لا" وأبي يتفره بها رادعاً إيّاي عن الذهاب .. بكيتُ .. خوفاً من أنّه رحل وهو غاضب عليّها .. لأنها سبب في تعبه على الأريجح في نظري ولكنّ صديقاتي أخبروني بأنه أخبرها بأنها يحبّها جداً وطلب منها السماح على تقصيرة ة !
ياااااااالله كم ارتحت عندما أخبروني هذا .. ربما لأنّ فيه أول الفرج عليها .. لازلت أذكر وجهه وهو يحضرها من الجامعة والشمس تحرق وجهه ليحمرّ من فرط الحرارة .. ولازلت أذكره وهوه يسألني عن موقع منزلي ليوصلني , ولازلت أذكر فرحته عندما علم أن اسم أبي "عمر زعزوع" صديقه القديم منذ الثانوية وأيّام الشاميّة !
ياااااااااااالله لأيّ مدى خلقت هذا الإنسان ضعيفاً لا يدري متى أجله ولايعلم كيف تكون نهايته .. للتو غيّرتُ صدى هاتفي المحمول إلى دعاء .. يسمعه كلّ متصل ويقول أمين .. لتذهب الحسنة إليه وإليّ,
أمّا أنتِ يا صديقتي .. تعلمين كم أحبّك .. لا أريد منكِ سوى أن تكوني قوية بذات القوة التي عهدتكِ عليها فعجلة الحياة تستمرّ مهما فقدت .. وليس شرطاً أن يحضر جسدي .. فروحي معكِ منذ أوّل يوم إلتقينا فيه صدفة ع منبر جامعي !

[ميّادة زعزوع]

الأولى .. كانت رمزاً للضياع, ولاشيء يسيطر ع رأسها سوى فكرة الإنتحار, ربّما كانت قسوة والدتها سبباً في ذلك .. آن حلكة ليل , كنت قاسية معها , تكرر ذلك كثيراً حتّى اشتدّ عودها , رسمتُ لها خطوطاً من نور , فجرت ابداعها, وكانت تفكّر بأنها يوماً ستكون نداً لي في مجال آخر .. وكنت بلا أن تشعر اشجعها ع ذلك .. وهبتها قلبي وروحي وقطعة مني .. مارست معها كل جنون الصداقة , هروب, اختباء, مذاكرة, ركض, قفز , رحلات قصيرة ة ة , وآه منها
قتلتني , فجأة !
أصبحت عدوة لدوده ليس لديها هم سوى اسقاطي ,تكاثرت اشاعاتها, تنوعت في الكذب, وكنت لا أفهم ما الوقود الذي وهبها كل القوة لذلك .. ولازلت أتساءل !

الثانية.. انتقلت للعيش في مكتي ولم يكن لها أحد , عرفتها صدفة ع الشبكة وسريعاً جدا اقتحمتني وأحببتها كـحبي لي .. ومرّ بيننا عام عرفتها ع الأولى والثالثة .. كانت تعاني من زوجها وبخله الشديد وتعقيده الديني .. للأسف اجتمعت في ليلتين مع الأولى اتفاقاً عليّ .. وعندما قرّرت الرحيل عنها بصمت هاجمتني وطعنتني في الظهر ولازالت تطعن ولازلت أتساءل عن الوقود الذي يدفع لفعلها ذلك ؟!

الثالثة .. ما بيني وبين روحها عشرة 9 سنوات .. في رمشة عين .. اختفت والفضل يعود لهن .. وفي رمشة أخرى عادت .. والفضل لله ثم العشرة ولكن !

فقط .. أريد مبرّراً واحداً لهذا الذي يحدث معي .. !
المضحك المبكي .. جميعهن بِـ استطاعتي مسّهن بأضرار عظيمة قد تسفر عما لا يساعدهن ع الحياة بسلام أبداً .. لماذا لم يخافوا مني قبل أي خطوة !
هل لأنهم اعتادوا طيبة قلبي الغبية ؟!
أم لأنهم ع يقين تام بأني سأذكر "العيش والملح" ولن أفدم ع شيء ؟!

هذا الموضوع قديم .. بما يقارب الـ النصف عام .. لكن لا زال ينزف والله ..
بكل تفاصيله السوداء .. لا زال يقتلني !

أعلم أن إحداكن سترتل هذه الصفحة ..
فقط وددت أن أقول أنا "مسامحتكم" ومحافظة تماماً ع حقيبة الأسرار في جعبتي .. واستمروا في محاولتكم الفاشلة فلن أسقط بإذن خالقي الحارس ..,

[ميّادة زعزوع]

في مؤتمر التنمية البشرية التابع للغرفة التجارية الصناعية في جدّة ..
حدث معي مالم يحدث قبلاً منذ عمر .. ابتداءاً من وصولي حيث قابلت انسانة غاليةةةة جداً افتقدتها مدة طويلة .. فوجدتها أمامي .. وفي المصعد الكهربائي كانت على يميني "منى أو سليمان" التي لم أتمكن من معرفتها إلا من خلال بطاقتها التعريفية .. وجدت بالداخل مفاجآت كثيرة .. وقدّمت ديواني لشخصيّات لم أكن أحلم بلقائها كسمو الأميرة عادلة بنت عبدالله آل سعود وسلمتها نسخة لوالدنا وسمو الأميرة موضي بنت خالد آل سعود و مها فتيحي ود/عزليزة المانع ود/فاتنة شاكر ود/خديجة الصبان التي أثنت عليّ كثيراً ودعتني إلى إقامة أمسية في صالونها الأدبي قريباً ..
والأهم من كل ذلك .. قامت د/أميرة كشغري بتعريفي ع مجموعة من طالباتها بالكلية .. وكانوا بمثابة الصديقات ع مدار اليومين ..
آه .. استوطنتني أختي " أشواق الحربي" كانت كنسمة هادئة .. كلهات ثقة .. يدفعها الإيمان بكينونتها للمضي قدماً مهما حدث .. تشبهني بجنو.و.و.ن -ولا أعترف عادة بمن يشبهنني- شعرت بأنها توأمتي في المكان .. حتى المداخلة التي قامت بها دون علم مني ومنها نطقنا ذات التساؤل !! يالللللله .. دائماً لا تحرمني أناساً مثلها .. يشبهون المطر .. وعند الوداع .. كانت الدموع تخنقنا .. ذهبت في الطريق إلى أبيها .. وفي منتصفه عادت إليّ راكضة لتحتضنننني .... ياللللللله سبحانك كيف تزرع كل هذا الحب فيَّ وفيها خلال يومين .. أشوووووووووواااااق أعلم أنّكِ لن ترتليني هنا لكني أقسم بالله أني أحبك يا أختااه !

[ميّادة زعزوع]

وفي ملتقى قراءة النصّ للراحل محمد حسن عوّاد في جدّة ..
مضيت ثلاثة أيّام من حياة مستمرة, حلّقت فيها كـ فراشةٍ وكنت أصغر الحاضرات , استفدت كثيراً جداً جداً جداً , من الأوراق المقدّمة ومن الأشخاص الحاضرين , التقيت د/لمساء باعشن لأول مرة .. وآه كم غمرتني بِـ جمال روحها , جرأتها, صوتها المرتفع بالحق , وكلّ ما بدر منها حتّى علبة البون بون التي لازلت أحتفظ بها, وأتذكر تلك الأيام الجميلة ة ة مع كل قضمة منها , وكنت أقرب من د/ فاطمة إلياس أكثر من السابق كما كنت أتمنى فهي من تهبني القوة آن الضعف .. والصفاء آن الغضب .. ومرت فترة انقطاع بيننا تقارب الـ نصف عام أيضاً .. وعدنا كما كنا .. كما التقيت بِـ أناس كنت أحلم برؤيتهم لو عن بعد كـ سهام القحطاني و سارة الأزوري وعبده خال وعبدالله ثابت وووووو..... القائمة تطول .. والأهم من ذلك .. تلك الروح التي أنصفتني آن انكسار وضياع .. د/ انصاف بخاري .. ياااااه كانت ورقتها معبّأة بالجمال رغم أنها قوطعت لأكثر من مرة .. عبّأتني أكثر من أيّ أحد في اليوم الأول .. وذكّرتني بالأمسية الأولى التي أشارك بها في حياتي .. وكيف عبّرت عني بكل أريحية ورفعتني فوق رؤوس من اسقطوني سهواً ..
كل الصور تعبر .. كلّها والله .. عشت أيّاماَ من الفرح الذي لا ينتهي معهم .. وبلغت عامي الـ21 وأنا بقربهم ع غير العادة .. أكبر عاماً وحيدة ة ة ... وكل من كان هناك .. أحبّه غريباً كان أم قريباً !

[ميّادة زعزوع]

عندما كنت أمارس الغياب هواية , لم أكن أملك أيّ مقوّمات للمجيء , أرهقتني/أزهقتني في قراءة الكتب , أتممت عدداً لا بأس به من الروايات قد يقارب الخمسين .. وقلت ذلك لمذيغة في الراديو أثناء مشاركة لي فلك تصدق ذاك الكم .. ماذا لو أضفت إليه الدواوين . أكاد أشك أنها ستجن أو أني سأصاب بعين ما تفقدني البصر/البصيرة , كانت أيّاماً عجاف لم أتوقف عن التفكير فيها بكم , وبمكاني في قلوبكم , وكلّما رنّ هاتفي وكان المتصل له علاقة بالمكان كنت أهررررررب ! أخاف أن أفجع بتغيير ما أو سرقة ما للموقع , أو خلل ما .. وفعلاً حدث ذلك مرّة , مع كل ذلك الإحساس بالفقد .. كنت أتمنى أن يطول بقائي بعيدة ة ة لأرتاح من كل المشاكل التي تنهال ع رأسي بمجرد الاتصال ..!, فقدت شهيتي ع الكتابة وفي ذات الفترة مرض أبي وكنت أموت وأحيا في اليوم ألف مرة حتى شفي , والآن مرض من جديد !, عادت الكتابة ولكن لا جدوى منها لأنها دونما طعم أو لون يليق بي .. كتبت نصوصاً أجهضتها .. وأخرى خبّأتها علّ الثدر يهبني قوة ع إصلاح بلاهاتها .. تعلّمت أمراً ..! أنّ الصبر هو الوحيد القادر على وهبني الحياة لكننا لا نعلم كيف نهبه لأنفسنا بعد !؟

[ميّادة زعزوع]

عندما حان الوقت وعدت , شعرت بالغربة في وطني, حتّى أصابعي لم تعتد مواضع الحروف, حتى ماسنجري الذي يحوي قائمة من الصداقات الجميلة ة ة لم أجرؤ ع فتحه بـ وضع اتصال ظاهر .. حتى وأنا أكتب الآن .. أشعر بـ اللاراحة .. كيف كل ذاك الأمان .. تحول إلى قلق في لحظة!
بتُ أخاف أن أجرح أحداً .. ومن خوفي دون قصد والله .. فعلتها !
للأسف .. أحتاج ضعف زمن غيابي لأعود كما كنت ..
الآن .. بحق .. لا جدوى مني!

[عزيز نفس]

جميل جداً هذا البوووح المطعم بالحقيقة ...


تنفسي بصمت عزيزتي , فلن نجروء على قطع أفكارك , حتى وإن كنتي مكرهه ...



لكي تقديري سيدتي ’’’

["..زانا.."]

.
.
.


...

ارتسمت لتقول لكِ :

".. هُنا.. كنتِ جميلة ...فحسب.."

.
.
.

[خالد عمري]

تسللت إلى مقبرة بالقرب مني , أزلية العمر متجهمة الوجه وأحياناً باسمه, فبكيت بعد أن راودتني الفراشات في حضرة من توفاها الله , رحلت لتبقى حروفها ذكرى موجعة, كلما مررت بالقرب منها [ خنجر مغروس في صدر صفحتي كان أسمها ] لاشبية لها سواها هوَ حالي حين تركتها لأنعم بجحيم الحرف, حريُّ بنا يا أختاه أن نحترم ما كُتب أسفل منا . ياالله , , كل ماضٍ لذيذ ! فمتى يَمر هذا الحاضر , احياناً نفتقد وضوحاً اهدرناه على قارعة الزمن , لا اعلم كيف منحنا لأنفسنا الحق في رمي الوضوح بالعيب ! ( يمكنك أن تمنحني كل مفاتن هذا الكون لكن لا يمكن أن تمنحني وجهاً واحد فأنت يا حبيبي كالعمرِ تارة قصير وتارة طويل ) نامي فلم تعد الأشياء واعيه كنت أراك صغيرة أما الآن فسأغفو على جبين الشمس واحلم بالقمر . ولـن تنسى مـلامحنا الليالي إذا مـا الـبـردُ داهمنا بفجرِ تـدثـرنا بـأشـواقٍ ونمنا كطفلينٍ على أحــلامِ زهـرِ ِيـديـك تركتها فـوقي ولما صحوت وجدتها حزناً بصدري سـألتك كيف تتركها كحزنٍ يُمَزِقُ أضلعي في صمت ِوكرِِ وليس سوى الصدى يحبو لأذني يـعـذبـنـي وينذرني لشعري ومع ذلك لم يعلق بذاكرتي غير تلك الفراشة وأمر نسيانها لعيناي, مازلت اسمع دوي صدى صراخي وكأنه الآن . . لعن الله الوقت إلا قلبك فكم تنبضين ! وكأن غرقي بتلك التفاصيل الصغيرة كان يدرك بأنها تستحق , أحلامك كبيرة تماماً كيأسي من بعض أحلامي " بأن أغفو ولا أجدك " احتاج الى روحك وأخشى أن تسلب صدقي وأبقى وحيداً انزف جرحي قصائدا عظيمة ستنام فوق قبري أو سيذكرها التاريخ وكأني لم أكن أعلم بأن من يهب الروح لا يسلب الصدق أبداً , وتعريت من زهدي أتحبني ؟ أم أنـــهُ الـــوهم الذي قد شاب حرفي منه رغم شبابي أتحبني ؟ أم أن حـبـك لي فقط أضــغـــاث أحلامٍ ورهن ذهـابي أتحبني ؟ أم ذاك وحي رسـائلٍ عشنا بها والصمت من أحـقـابِ كذبت عليك , كذبت عليك , اعترف بها الآن لأنك جنيتي ثمار تلك الكذبة , انظري لي الآن وأنتِ متربعة على عرشك . . قبلها لم تأبهين لحرقة حديثي وثلج نصائحي , وكل تعب يتسلل إلى اوردتي من اصابعي !