(7)
أنشغل مرة أخرى عن الكتابة..أو كتابتنا تحديداً..
و أبتعد عنك حرفاً..
و لكن العودة لك لا مفر منها..و لكن يسكنني العجب لظروف عودتي لك..فهي لا تكون إلا في حالات مرض أحدنا..أو شجارنا..
يقودني هذا العجب لسؤال هو لك و ليس لي..هل حظك رديء لدرجة أن أُنثاك جامدة؟!
لا تنصهر مشاعرها إلا في حالاتٍ كهذه..!!
فبعد أسبوعين من شفاءك..تُسقطني الأنفلونزا..ربما انتقلت لي عبر أسلاك الهاتف..أو لأي سبب آخر لا أعلم فهي ف النهاية قدر..و لكن الأهم هو سوء نيتها..دوماً هذه اللعينة تخطط للإيقاع بنا..ف كل سقوط انفلونزي لي يتبعه سقوط في علاقتنا..!
ففي وقت أشعر فيه بالضعف أمام كائن لا يُرى يدعى الحرارة ذلك الذي يمتص ثقل جسدي ليضعه في رأسي..تغيب أنت!!
لم أسمع صوتك إلا لدقائق معدودة في أيام متفرقة من المرض ..فـ لِم غيابك يرتبط بـ مرضي/سقوطي/ضعفي؟!
لِم يكون في عمق حاجتي لك؟!
هل صوتي الحاد نتيجة المرض أخافك؟! أم أنك تخاف العدوى الهاتفية؟!
أم أن غيابك هذه المرة صدفة..في نفس الظرف..؟!!
أم كل هذا تخيل مني..و بحث عن عذر آخر لأنسى العذر الأقرب لإحساسي..؟
نعم..هي هكذا تبريرات من عاشقة لسعها تهربك من لقاءها ..حتى بات أشد من لسعات المرض..
عجباً لحالي بعد لسعتك..!
أتصدق أن بداخل جسدي الحار ينبض قلباً بارداً..لا يتمنى رؤيتك..و لا سماعك..و لا حتى قراءتك..حتى الكتابة أغتصبها انتقاماً منك و لو حرفاً..!!
أريد أن أؤرخ برودي و جمودي اتجاهك في يومٍ تركت أثر أقدامك على قلبي / هروباً مني في وقتٍ يكاد الشوق يسلب مني قدرتي على الحياة..!
هروبك كتب لي الضياع في لجة الأسئلة..و ضعني في موقفٍ ضعيفٍ أمام ذاتي..حتى المكان الذي كان يفترض أن ألقاك فيه يسألني بخبث عنك و يشطرني لاثنتين.. الأولى عاشقة تحاول أن تغفر لحبيبها الهروب و تبحث عن تبريرات ساذجة له..!!و الأخرى قاسية تمحو كل التبريرات و ترغم القلب على رفضه..!!
و إلى أيهما أميل..لا أعلم..
في نفس اللحظة التي أكتبك فيها وصلتني رسالة منك تطلب فيها رسالة تشعرك بوجودي بعد أن فشلت كل محاولاتك لسماع صوتي..سأشعرك بوجودي و عدمي ، سألبي طلبك ولكن بـ رسالة فارغة....تذوق فيها صمتي..و حاول أن تبحث عني في فراغها....انشطر لاثنين كما أنا..و ادخل بقدميك عبر بوابة الحيرة..أود أن أراك تُشبهني هذه المرة رُبما حينها تستطيع أن تشعر بي دون حاجة لصوتي أو حرفي..!!
كنت أخطط لإيقاعك بنفس الألم الذي يحيط بي الآن..و لكنك رجلٌ ذكي..قابلت الصمت بـ صمت..و الوجود بـ العدم..و سحبتني حرفاً فارغاً لألم آخر كنتُ قد حفرته لك..
و شطرتني لـ أنثى ثالثة تَورطتْ بانتظارك..!
/
مشاعل
هناك بقية....