اُنظرْ هناكَ تراهمُ تحت المآذنِ والقبابْ
يتوضؤونَ من الدموعِ الجارياتِ من الْمَتابْ
عينٌ على رصدِ العدا.. عينٌ على آيِ الكتابْ
يتواثبونَ إلى حياضِ الموت آساداً غِضابْ
زحفاً على كلِّ الربا.. وثباً على كل الهضابْ
فَرُّوا من الصفِّ الأخيرِ إلى الأَمامِ إلى الغِلابْ!
طفلٌ يُهاب ويُتَّقى؟! قد ذَلَّ طفلٌ لا يُهاب
طفل يُلاعب حتفَه؟! يا ويحَه أم ليثُ غابْ؟!
يتدرَّعون صدورَهم مُذْ فاتَهم حملُ الحِرابْ
يتعذَّبونَ وأَيُّ شيءٍ سوف يُجنى بالعذابْ؟!
رضيَ الإِلهُ وأَحمدٌ والمسلمونَ عن الشبابْ
لو قد سألتَ شهيدَهم لسمعتَ من دمه الخطابْ:
لا تَعتِبوا منّي التهوُّرَ إخوتي، فاتَ العتابْ
عن عرضهِ.. عن أرضِهِ من يَستميتُ فلا يُعابْ
أنا لستُ أخشى غيرَ جبّارِ السماء، ولا أَهابْ
فهو المهيمنُ لا تَذِلُّ لغيرِ عزّته الرقابْ
دوماً أَلوذ به وما لي غيرَ إسلامي انتسابْ
يا ربّ بابُك لا يَردُّ العائذينَ به حجابْ
ها قد رجعتُ إليك - ربي - بعدما طال الغيابْ
وإذا سألتَ عن الذنوبِ فإنّ في دميَ الجوابْ
بانه عليها ن تتخلى عن اوراقها
التي اتسخت من عبور الفصول
كي يغسلها
مطر الشتاء الآتي
التوقيع
لا تسافري ياقصيدة
لم تزل بعض السطور يحتويها الجرح
يخبؤها تحت وسادة نوءِ سكْرة ربما تأتي
كي يزهر نسغ الروح
لاتسافري ياقصيدة
هذا نجيعك
شرَّعَ مرايا صفصافة من نبيذ
توزع دمها كالحبر
على صغار العصافير
كي تكتب أبجدية جديدة للغناء